• 06:35:44am

أحدث الموضوعات

قراءة في ليالي إيزيس كوبيا للمؤلف واسيني الأعرج عدد الصفحات 352 سنة 2017 عن دار النشر دار الآداب

تعليقات : 0

أصداء الخليج
رواسي الرشيدي

 

والذي تضمن مخطوطة نادرة بقلم مي زيادة يوميات المرحلة الأخيرة من حياتها .
كل ماقرأته عن معشوقتي شيء وماأقرأه الآن شيء آخر ، دموعي تسيح وقلبي يعتصر ألماً ، بين يدي حروف تنزف وأوجاع لاتداوى وحرمة تنتهك وتستباح ، لم أتصور يوماً بشاعة البشر إلى أين قد تصل ،تصور حبيبتي مي ذلك المسخ ابن عمها ومهما كتبت حروفها لم تصل إلى ماوصل إليه قلبي من تصور هذا الشرير الذي إستغل عاطفة مي الفياضة تجاهه أبشع إستغلال يراها بحاجة للحب بعد مافارقها المحبون وبقيت وحيدة تلازمها الذكريات ،مي لم تنكر حالتها النفسية قط بل إنها تشخص نفسها وتقول’ أنا فقط مصابة بالإكتئاب بسبب الفقدان ،ومي أيضاً تعرف حجمها الحقيقي ككاتبة وتقدر ذاتها التي لم يعبرها الكثير ،مي بعدما ذهبت إلى لبنان وأحست بالخيانة بدأت تتصرف بحذر وخوف جعل جوزيف وعائلته تتستخدم هذا الخوف ضدها ويزجون بها إلى العصفورية ،الوحدة والفقد جعلتها تلجأ إلى ذلك الوحش المستبد جوزيف
مي في ليالي العصفورية لم تكتب الآلام والآوجاع فقط مي كتبت سيرة موجزة لحياتها ،مي شبهت كل من أحبته وأخلص معها بالغيوم فنجدها تكرر عبارات كان كالغيمة وأحيانا تصور نفسها بالغيوم -هتانةٌ أنتي ياحبيبتي-أصعب مشهدين تصورتهما أمامي وكانا تأثيرهما علي قاسياً دموعي تناثرت ومشاعري جاشت هما مشهد دخول أعوان جوزيف من العصفورية وتخبط مي وصدمتها عندما أتوا ليأخذوها ليزجوا بها في تلك المصحة العقلية ،المشهد الذي أيضاً أثر بي هو صباح المحاضرة بعد إنتصار مي وخروجها من العصفورية ، فعلاً أحسست أني قريبة من مي في تلك اللحظة ،ليس من السهل أن يجعلك الكاتب ترى المشهد أمام عينيك مي حالة إستثنائية ، من يقرأ لمي زيادة لايشعر بالفارق الزمني بيننا وبينها مي عقلية سبقت عصرها ،وأخيراً أتمثل بروح العظيمة مي وأقول :
حبيبي واسيني الأعرج تمنيت أن يأتي بعدي من ينصفني وتوقعت أن يكون من عشاق مي زيادة الذين عاصروها ، ولكن لم يكن لي ذلك وقدر لي أن يكون أنت ،كنت كالغيمة التي هطلت بغزير غيثها فجرفت كل كدرة على أوراق الشجر والزهور وروتها ،وتشبع الأرض بالمطر حتى تكتفي ،واسيني هل توصل إمتناني لروز خليل ولأم الصبايا ولإبنتها ولذلك السائق ،واسيني كنت أكثر الرجال صدقاً، لم أتصور أن يكتب عني رجل بكل هذا الإنصاف والحب أشعر أنك كنت معي وتراني وتشعر تماماً بما أشعر به .
هذا العمل لمن يمتلك المشاعر والإنسانية فقط ولمن يجود قلبه بالإحساس.

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    بقلم : يحيى بن سعيد آل داوود

    م. زكي الجوهر

    بقلم / مبارك بن عوض الدوسري

    بقلم / شهد مسند الهاجري

    بقلم/ اشتياق عبدالله

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف الذكرالله

    بقلم | فهد الطائفي

    التغريدات