أصداء وطني – الرياض :
يتلقى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، ولي ولي العهد، البيعة في قصر الحكم بالرياض اليوم الأحد، وغدا الاثنين بعد صلاة الظهر، وارتبط قصر الحكم بعلاقة وثيقة بحكام المملكة، كما ان المكانة التاريخية لهذا القصر جعلته يحظى باهتمام خاص.ويعد قصر الحكم المكان الأول الذي يتلقى فيه ملوك المملكة وأولياء العهد لبيعة المواطنين، الامر الذي يظهر المكانة التاريخية لهذا القصر الذي أنشئ في مدينة الرياض في عهد دهام بن دواس في حوالي 1160هـ، وقد أصبح هذا القصر فيما بعد مقراً للإمارة والحكم، وفي عهد الإمام تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية قـام بإعادة بناء قصر الحكم وجعل منه أجنحة وأبراجا وأدخل عليه بعض الإصلاحات والإنشاءات العمرانية، كما شهد القصر في عهده أحداثا تاريخية مهمة.
وتم في عهد الإمام فيصل بن تركي زيادة مساحة قصر الحكم وتحصيناته واتخذ منه الإمام سكنا له ولعائلته، كما أعاد بناء المسجد الجامع وزاد في سعته وأدخل في ساحاته زخارف إسلامية لم تكن معروفة في نجد آنذاك كما وضع ممراً علوياً بين المسجد وقصر الحكم.
وفي عام 1327هـ قام الملك عبد العزيز -رحمه الله- بعد أن أرسى قواعد الحكم بإعادة بناء قصر الحكم وذلك بترميم بعض أجزائه وبناء أسواره ومجالسه وملحقاته على أنقاض قصر الإمامين تركي وفيصل، وقد فرغ الملك عبد العزيز من بناء هذا القصر في عام 1330هـ تقريبا.
ولما كان هذا القصر أكبر بناء في مدينة الرياض آنذاك، فقد كان يشرف على جميع جهات المدينة، فهو من الناحية الشمالية يطل في معظمه على ساحة الصفاة (الميدان الفسيح الذي يقع شمال القصر)، وقد أعد هذا الميدان خصيصاً لإقامة الاحتفالات في المناسبات مثل ختم القرآن وعيدي الفطر والأضحى والمناسبات الأخرى،كما يجتمع في هذا الميدان الزائرون والوافدون على قصر الحكم من البادية أو من البلدان والمناطق الأخرى لقضاء بعض المصالح أو لمقابلة حاكم البلاد والسلام عليه.
وقد شهد قصر الحكم إعادة بنائه في موقعه السابق على أرض مساحتها 11،500 متر مربع، وذلك ضمن أعمال تطوير منطقة قصر الحكم وقد استلهم تصميم قصر الحكم من الملامح التقليدية لعمارة المنطقة، حيث يبدو ظاهرياً من الخارج كأنه مؤلف من جزئين: أحدهما جنوبي يتكون من ستة أدوار وهو على هيئة قلعة ذات أسوار وأربعة أبراج في أركانها ترمز ضخامتها إلى القوة والمنعة، إضافة إلى برج خامس في الوسط يشكل مصدر إضاءة وتهوية للأفنية والمكاتب الواقعة تحته، ويلتصق بهذا الجزء من جهة الشمال جزء آخر مؤلف من خمسة أدوار، والواجهات الخارجية لهذا القصر شبه مصمتة، بينما ينتشر داخله سلسلة من الفراغات والأفنية متنوعة الأحجام موزعة توزيعاً مرناً تعطي إحساساً بالراحة والسعة.
ويضم الدور الأول من القصر مجلساً ملكياً مساحته 2000 متر مربع، وارتفاعه 14 متراً، ويوجد على جانبي هذا المجلس صفوف من الأعمدة المغطاة بالرخام، وقد زينت جدرانه بزخارف ونقوش على الطراز المحلي، كما يضم هذا الدور أيضاً مكتباً لخادم الحرمين الشريفين ومجالس ملحقة به، وصالة طعام رئيسية مساحتها 1120متراً مربعاً إضافة إلى مجالس وقاعات وعناصر أخرى.
ويضم الدور الأول كذلك مكتب سمو أمير منطقة الرياض ومجلساً يستقبل فيه المواطنين وجناحاً خاصاً لسموه وقاعة اجتماعات وصالة طعام، بالإضافة إلى مكتب سمو نائب أمير منطقة الرياض وجناح خاص لسموه وقاعة للاجتماعات وغيرها، وكان القصر شهد في 4 من شهر شعبان من العام 1433هـ مراسم بيعة المواطنين بولاية العهد للأمير سلمان بن عبد العزيز، واحتضن قصر الحكم في العاصمة السعودية تلقي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع البيعة من المواطنين عن ولاية العهد.