أصداء وطني – الرياض :
أكد الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء أن الذهاب إلى مناطق الصراع ليس جهاداً، وأن الإسلام لا يقر أعمال القتل والتفجير وقطع الرؤوس، مشدداً على أن العالم الإسلامي أصبح دولاً وليس دولة واحدة ولكل دولة حاكم ولها أمن ومصالح واقتصاد وظروف معينة وحاكمها هو المسؤول عن تحقيق المصالح ودرء المشاكل.
وقال الشيخ المطلق في برنامج همومنا الذي بثت حلقته الأسبوعية مساء أمس الأربعاء عبر القناة الأولى من تلفزيون المملكة متناولاً فقه الجهاد إن “مسؤولية أي حاكم هي مقصورة على بلده وتمتد إلى الدول الأخرى بالتعاون والتضامن فقط”، مضيفاً أن “الإسلام لا يقر أعمال القتل والتفجير وقطع الرؤوس وقد ضرب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أمثالاً أكد فيها بأن المصابرة وتحمل الأذى أحياناً من أعمال الجهاد، وذلك يعني أن الجهاد ليس أمرًا مطلوبًا دائماً وفي كل حالة أو مظلمة تقع في العالم الإسلامي”.
وأوضح أن الجهاد لا يستغنى عنه وليس هناك دولة في الدنيا إلا وفيها وزارة دفاع إلا سويسرا، ولذلك لابد أن يكون في أبناء الوطن من يدافع عنه ويستبسل ويتقرب إلى الله تعالى ببذل روحه والدفاع عنه، وأن الجهاد لا يؤتى إلا حيث يكون مثمراً حيث قال الله تعالى (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) ثم قال (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين) يعني يجوز للناس أن ينهزموا إذا خافوا أنهم لن ينجحوا، مشيراً إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأس المجاهدين كان يمر على آل ياسر وهم يعذبون ويقول “صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة” ولم يقل فجروا، فالإمام السلطان هو الذين يحكم مصلحة الأمة ويعمل لصالح الأمة والرسول صلى الله عليه وسلم منح خالد بن الوليد لقب سيف الله المسلول وهو منسحب في مؤتة لأن انسحابه فيه هدف ومصلحة.
وشدد المطلق على أن تعقيدات الحياة وتشابكها بين الدول والمجتمعات تتطلب القدرة على الفرز والمعرفة عبر المعلومات والخبراء ولجان التقييم وعبر مختلف المؤسسات كي يتخذ ولي الأمر القرار وهذا يعني أن من يتصرفون بوحي فردي يدفعون دولهم ومجتمعاتهم نحو الصدام وأحياناً الفشل، وبالتالي فإن الجهاد اليوم يحتاج إلى دراسة ورؤية إستراتيجية لبيان الجهاد الإيجابي وتجاوز السلبيات التي تقود إلى الفشل، مذكراً أن التقييم العسكري والأمني والسياسي لا يملكه بعض طلاب العلم ولهذا فإن قرار الجهاد يعود لمؤسسة ولي الأمر، مكرراً في مداخلة لاحقة أن الذهاب للجهاد ليس منوطاً بتقديرات فرد بل بولي الأمر الذي يعرف أين هي مصالح الأمة.
وذكر أن الحكمة عندما تحفظ مصالح الأمة تعد نوعاً من الجهاد وعلينا أن لا نتهور في مواجهة الأعداء والذهاب إلى مناطق الصراع والنزاع فذلك ليس جهاداً، وإنما الجهاد على أهل تلك المناطق وليس لهم منا سوى الدعم والدعاء.