تحت العنوان أعلاه، كتب تيموفي بورداتشيف، في “غازيتا رو”، كيف أن سياسة واشنطن وضعت روسيا والصين في خندق واحد، ودفعت كل منهما، رغم التناقضات بينهما، لحماية ظهر الأخرى.
وجاء في المقال: يومي 25 و 26 أبريل الفائت، عقد مؤتمر صيني روسي آخر في “نادي فالداي” في شنغهاي. أوضح مدير برنامج نادي آسيا وأوراسيا، تيموفي بورداتشيف، ما يحدث في علاقات بلدان “الترويكا الكبرى”، روسيا والصين والولايات المتحدة.
وقال بورداتشيف: تشكل روسيا والصين والولايات المتحدة ترويكا قائدة للسياسة العالمية، على الأقل في ضوء حجم ترساناتها النووية. في الوقت نفسه، تختلف العلاقات في إطار هذه الترويكا. فروسيا بالنسبة للولايات المتحدة، مثل الولايات المتحدة بالنسبة لروسيا- القوة الثانية ذات الرسالة، والطامحة إلى وضع روحي خاص، ومنافس لا مفر منه. لذلك، تتكشف المواجهة الروسية-الأمريكية في المقام الأول في سوق الأفكار وبالتالي فهي حامية الوطيس.
وكما يلاحظ جميع المتخصصين، في الولايات المتحدة، فإن الصين بحكم تحولها إلى (اقتصاد) السوق، ستصبح أكثر ملائمة لواشنطن.
في الوقت نفسه، كان لدى بعض الأمريكيين المتخصصين في الشؤون الصينية دائمًا شكوك حول صحة هذه الفرضية. لكن قليلا ما أصغوا إليهم. علاوة على ذلك، استمر القادة الصينيون، إلى حد كبير، في “حشد القوة، والبقاء في الظل”، محافظين على أوهام الليبرالية في أذهان الأمريكيين.
بدأ الوضع يتغير مع نمو قوة الصين الدولية، استناداً إلى الفرص الاقتصادية الهائلة. حدث التغيير الأخير في سياسة الولايات المتحدة على خلفية مقررات مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، في أكتوبر 2017. حيث تم الإعلان عن أهداف طموحة وتعزيز دور الصين في الشؤون العالمية.
تحقق أسوأ ما كانت تخشاه الولايات المتحدة، فقد بدأت الصين تقدم بديلاً لبلدان ثالثة، موارد للتنمية مستقلة عن مؤسسات الغرب وسوقا ضخمة.
وهكذا، وضعت الصين، بانتهاجها سياسات مألوفة للتوسع والتعاون السلمي، على المحك أهم أساس لسيطرة السلطة الأمريكية على الاقتصاد العالمي. علما بأن الجيش الصيني لفترة طويلة لن يشكل مشكلة بالنسبة للولايات المتحدة المدججة بالسلاح.
إنما ها هو المال الصيني بالفعل تحد مباشر وفوري وذو طبيعة استراتيجية.
أما بالنسبة لروسيا، فإن التأثير الاقتصادي المتنامي للصين ليس مشكلة على الإطلاق. فروسيا لا تستمد عائداتها من السيطرة على الأسواق والطرق التجارية، كما تفعل الولايات المتحدة، إنما من بيع موارد الطاقة الخاصة بها، وما يمكن أن تجود به الأرض والأفكار الهندسية.
تضع سياسة الولايات المتحدة الجديدة تجاه الصين بلدينا (روسيا والصين) على جانب واحد من المتراس. وكما يقول الخبراء الصينيون “ظهرا إلى ظهر”.