أصداء وطني – الرياض :
قال رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان: إن مشروع “الجزيرة العربية الخضراء” يعد عنصراً مهماً في مشروع أكبر هو مشروع “الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري”، الذي صدرت موافقة مجلس الوزراء الموقر عليه منذ أسابيع قليلة، والهادف لإعادة الاعتبار للآثار والتراث الوطني،
ودراستهما وفهمهما وربط المواطنين بهما، بوصفهما صفحات مشرقة لتاريخنا المشرق والذي توجه شروق شمس الإسلام فيه وفي أرضه متنزل الكتاب، ومنها مبعث الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وعلى أرضها الحرمان الشريفان، وهو ما يمثل أهم قيمة يتمسك بها مواطنو هذه البلاد ويفخر بها سكان الجزيرة العربية منذ القدم، وكذلك العناية بمواقع الآثار وشواهد الحضارات السابقة للإسلام والتي عقبها الإسلام ولم يهمشها أو يهدمها، وإنما احترمها وأبقاها ليستمر الفهم وتتصل العبرة، وما تلا ذلك من شواهد التاريخ الإسلامي في العصور المتتابعة وصولاً إلى التاريخ الحديث، والذي تحفظ لنا آثاره ومواقع التراث العمراني المنتشرة في كل شبر من المملكة حكاية إسهام أبناء المملكة دون استثناء تحت قيادة الملك عبدالعزيز في بناء أعظم وحدة حصلت في العصر الحديث، وتقريب هذا التسلسل التاريخي العظيم من أذهان المواطنين وقلوبهم، وبالأخص فئة الشباب؛ للرفع من اعتزازهم بتاريخهم وتهيئتهم لإكمال مسيرة التقدم الحضاري الذي دائماً يملكها إنسان الجزيرة العربية، وكان عليها آباؤهم في المملكة العربية السعودية المحبون لبلادهم في كل حالاتها، ولتبقى الآثار مكوناً أساسيا ضمن هويتنا الوطنية.
وأكد سموه خلال مؤتمر الجزيرة العربية الخضراء، الذي نظمته الهيئة بالتعاون مع جامعة أكسفورد في مدينة أكسفورد البريطانية، أنه “ما كان لهذا الاجتماع أن يتحقق، و لا الوصول إلى هذه المرحلة من الفهم للحضارات التي مرت على الجزيرة العربية، والتوسع في بعثات التنقيب، ولا للعناية الكبيرة بمواقع التاريخ الإسلامي وكل ما يرتبط بالتراث الوطني، ما كان لذلك جميعه أن يتحقق بدون الدعم الكبير الذي نجده من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يعد الملهم الأول لجهود العناية بالتر اث الوطني، والموجه الدائم باستمرار دراسة التراث بشكل أكبر والعناية بمواقعه لإدراكه – أيده الله – أن هذه البلاد ليست طارئة على التاريخ، وأن ثقلها على المستويات الإسلامية والاقتصادية والسياسية، وتميز مواطنيها في شتى المجالات ليس حادثاً جديداً على هذه المنطقة، بل لا بد لشواهد الآثار أن تثبت تفوق إنسان الجزيرة العربية عبر العصور، وذلك ما تثبته الدراسات المستقلة وتؤكده النتائج العلمية المدققة كل يوم”.
وبين سموه أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تثمّن بشكل كبير هذا التعاون في حقل الاكتشافات الأثرية، والذي يحظى بدعم كامل من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز (يحفظهم الله)، ليضع أهمية عظيمة على بعثات الاستكشاف والتنقيب عن الآثار، كاشفاً أن الهيئة تعمل بشكل غير مسبوق بالتعاون مع 30 فريقا علميا في مناطق المملكة المختلفة مع بعثات آثار من دول عدة مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وألمانيا واليابان وبلجيكا وبولندا وفنلندا والنمسا، إضافة الى الجامعات السعودية ونخبة من العلماء المتخصصين في الحقب التاريخية المختلفة، والجيولوجيا، ويشارك فيها مؤسسات وطنية مثل الهيئة السعودية للحياة الفطرية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وهيئة المساحة العامة، وهيئة المساحة الجيولوجية، وهيئة الأرصاد وحماية البيئة، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الملك سعود وجامعة حائل وجامعة جازان. وأعلن الأمير سلطان في ختام كلمته أن الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبالتعاون مع مؤسسات أخرى مثل جامعة أكسفورد، ستقيم وحدة أبحاث دائمة تسمّى “مركز الجزيرة العربية الخضراء”، يكون محور اختصاصها دراسة البيئات الطبيعية والتغيرات المناخية القديمة وعلاقتها بالإنسان الذي تعايش معها أثناء سعية للتأقلم مع البيئة الطبيعية المتغيّرة.