دخلنا شهر رمضان (جعلنا الله وإياكم من صوّامه وقوّامه) وعاد بطلته البهية ، ولكل بلد مسلم “طقوسه” الرمضانية ، في هذه الزاوية سأتكلم عن هذه الطقوس والشكل الرمضاني الذي تلبسه أحد تلك البلدان ، ومهما اختلفت العادات والتقاليد تبقى روح العبادة والفن في تأديتها تختلف من منطقة لأخرى.
رمضان في الأردن
الإفطار الجماعي من مظاهر هذا الشهر في الأردن، حيث يلتقي الأقرباء والأصدقاء على مائدة الإفطار، ترتسم على وجوه الجميع الفرحة والابتسامة ، كيف لا وقد اشتملت المائدة – فضلاً عن الأقرباء والأحباء والأصدقاء – على أنواع عديدة من الأطعمة والأشربة الرمضانية، والتي تتصدرها أكلة ( الشعبية ).
وبعد ذلك الاجتماع ينفض الجمع لأداء صلاة التراويح في المسجد، ثم بعدها يلتئم الجمع من جديد، ويمضون ما بقي من الليل في خيام خاصة أعدت لهذا الغرض، يتبادلون فيها أطراف الحديث، ويتناولون فيها أطايب الطعام والشراب. وقد تستمر هذه المجالس في كثير من الأحيان إلى قبل الفجر، ثم يأوي الناس إلى فراشهم، ولا يستيقظون إلا في وقت متأخر من الضحى، حيث يتوجه الجميع إلى أعمالهم.
وأما سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان فيقيمها البعض، لكن تشهد المساجد في ليلة السابع والعشرين من رمضان حضورًا مكثفًا من الناس، إذ يرى الكثير منهم أن هذه الليلة هي ليلة القدر، والتي هي خير من ألف شهر، فيمكث الجميع في المساجد إلى أن يؤذن الفجر، فيصلون الفجر ثم يذهبون إلى بيوتهم.
ومن المظاهر الخاصة بهذا الشهر الفضيل أن أهل الخير والفضل يقيمون موائد الطعام الخاصة، والتي يدعون إليها الفقراء والمساكين وكل صاحب حاجة؛ كما ويحرص الناس على إخراج زكوات أموالهم، وزكوات فطرهم وصدقاتهم، ويقدمونها إلى الجهات الخيرية، والتي تتولى توزيعها على مستحقيها من الفقراء والمساكين.