أثبتت دراسة لجامعة “UCL” البريطانية أن التقلبات المزاجية والضغوط التي نتعرض لها خلال البلوغ تؤثر بشكل مباشرعلى أدمغتنا، ما ينعكس لاحقا على تركيبة شخصياتنا.
ويتحدث العلماء عن التحديات الفريدة لسنيّ المراهقة جراء الزيادة المفاجئة في “التغيرات الهرمونية العديدة في آن واحد، وكذلك التغيرات العصبية والاجتماعية”، فضلا عن ضغوط الحياة المختلفة. وبالتالي تؤدي كل تلك التحديات إلى تغييرات وتعديلات كبيرة في شخصية البالغين.
وأجريت الدراسة على عدة توائم، كل منها اجتماعي وظريف ومحب للدعابة، ولكن بعد تخطي عمر المراهقة، تبدأ اختلافات بين شخصياتها بالظهور. ومثلا، يبدأ أحد التوأمين بإظهار طباع انعزالية بينما يميل الآخر إلى طبع اجتماعي أكثر.
ويرجع العلماء ذلك الاختلاف إلى تجارب الأشخاص في عمر المراهقة، فبالرغم من أن أسس الشخصية ترسخ في الطفولة المبكرة، إلا أن التغيرات الرئيسية تطرأ على التوائم خلال بلوغ سن المراهقة.
وبالانتقال من الطفولة المبكرة إلى الطفولة اللاحقة، تبدأ شخصياتنا وأمزجتنا في الاستقرار، إذ يظهر ذلك في تبلور منهجية التفكير والتصرف والشعور، ومن ثم تستقر الشخصية أكثر مع السنوات الأخيرة من المراهقة، وعند الاقتراب من سن العشرينات.
ويقول العلماء إن تغير الشخصية ليس مقصورا على فترة البلوغ وحسب، بل كذلك خلال فترة الحياة بكاملها، حيث تطرأ تغييرات إيجابية على الشخصية تتمثل في زيادة الهدوء وضبط النفس والانفتاح والود، وهو ما يصفه علماء النفس بالنضج. وبالتالي الشخص الأكثر قلقا خلال العشرينيات قد يزداد ثقة واطمئنانا مع تقدم العمر.