أصداء وطني – المنامة :
استقبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين أمس في المنامة المشاركين في مؤتمر حوار الحضارات والثقافات تحت شعار ” الحضارات في خدمة الإنسانية “الذي انطلقت أعماله في مملكة البحرين أمس يتقدمهم سماحة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال. وعبر الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال اللقاء عن ترحيبه بالمشاركين في المؤتمر، شاكراً لهم حضورهم ومشاركتهم في هذا المؤتمر المهم. وانطلقت في مملكة البحرين صباح أمس فعاليات المؤتمر والذي يرعاه عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة بحضور نخبة من المنظمات والهيئات الدولية ونحو 150 من رجال الفكر والثقافة الذين يمثلون 15 دولة.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد مملكة البحرين القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء خلال افتتاحه مؤتمر الحضارات والثقافات نيابة عن عاهل البحرين أن الوحدة الإنسانية هي الأصل الجامع فيما بيننا على اختلاف توجهاتنا الفكرية والثقافية والدينية مشدداً على أن أهمية المؤتمر تكمن فيما يجسده من رؤية مملكة البحرين لتدعيم عناصر التواصل الاجتماعي والإنساني والثقافي بأسس من الحوار القائم على الاحترام المتبادل مما يسهم في ترسيخ أسمى قيم العيش المشترك والتسامح على جميع المستويات.
من جهته ثمن صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس دارة الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية خلال كلمته في حفل الافتتاح مبادرة مملكة البحرين لرعاية المؤتمر وقال إن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة أحد رواد الدعوة إلى الحوار على كافة مستوياته وان مملكة البحرين هي المقر للتعايش والحوار الحضاري.
وشدد سموه على أن الأديان براء من كل الأعمال التي ترتكب باسمها وقال إن علينا كسياسيين ورجال دين ونشطاء من كافة أصقاع الأرض أن نخلص الديانات من كل مما ألصق بها من خلال مراجعة هذا الإرث المتراكم من سوء الفهم والتصرف ووضع الصراعات في سياقها الحقيقي وهو السياق السياسي موضحاً أن ذلك لن يتحقق إلا باستمرار الحوار بين الجميع كل في موقعه سواء كان سياسياً أو رجل دين.
وأشاد شيخ الأزهر أحمد الطيب خلال كلمته في حفل الافتتاح بمبادرة مملكة البحرين لاستضافة مؤتمر حوار الحضارات والثقافات الذي تمليه الظروف والملابسات في العالم خاصة العالمين العربي والإسلامي مؤملاً أن تستمر البحرين في رعايتها لهذا الحوار وهذا التعارف بين الحضارات على مستويين أولهما حوار التعارف بين المذاهب الإسلامية للاتفاق من خلاله على القواسم المشتركة للسير قدما في طريق الوحدة الوطنية الإسلامية ونبذ الخلافات المذهبية وعدم اتخاذها مادة لإحداث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
واعتبر صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي انعقاد مؤتمر الحضارات والثقافات بالفرصة التي تتيح للجميع تدارس المسيرة العربية والإنسانية والانجازات التي تحققت على صعيد الحوار الثقافي في ضوء التحديات والتحولات الكبرى التي يمر بها العالم، وقال إننا اليوم نمر بأوقات عصيبة تغلب فيها العنف على الحوار وتراجعت الرحمة أمام سطوة الكراهية والانتقام مطالباً الجميع بتذكر السلام كونه تفعيل متجدد لقيم الثقة والاحترام والتعاطف.
وتساءلت الدكتورة آلاء ناصف المدير الإداري لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار الأديان في أولى جلسات الحوار التي أدارها الدكتور عبدالله العبيد عن حقيقة صدام الحضارات وهل هي حضارة واحدة أم حضارات متباينة وهل هذا الصراع كما قرره البعض على حد وصفها أمر حتمي لامناص منه.