تزايدت عمليات الرفض المجتمعي والقبلي في محافظة ذمار (وسط اليمن)، وهي أكبر مورد مقاتلين لجبهات ميليشيات الحوثي الانقلابية بعد معقلهم الرئيس في صعدة، عن الدفع بمزيد من أبنائها إلى محارق الموت، بعد مقتل المئات منهم في معركة الساحل الغربي، في حين لجأت الميليشيا إلى تجنيد موظفي الدولة في مناطق سيطرتها إجباريا.
وكشفت وثيقة، وجهها محافظ البيضاء المعين من الحوثيين علي المنصوري، إلى مديري مكاتب المحافظة التنفيذية ومديري المديريات الواقعة تحت سيطرتهم بالتجنيد الإجباري لـ5 موظفين وإرسالهم إلى الجبهات، عن حجم المأزق الذي تواجهه الميليشيات من الناحية البشرية.
وتلزم الوثيقة الصادرة بتاريخ 23 يونيو 2018م، مديري عموم المكاتب التنفيذية ومدير عام كل مديرية في محافظة البيضاء (وسط البلاد) إحضار 5 مقاتلين لتأمين خطوط إمدادهم الخلفية، وحماية ما أسمته ظهر الجبهات في مهلة أقصاها 3 أيام.
في الأثناء، قالت مصادر محلية وقبلية في محافظة ذمار، إن الميليشيات تواجه صعوبة كبيرة في عملية التجنيد وحشد مقاتلين جدد، من المحافظة التي تمثل مخزونها البشري الأهم، وذلك مع تصاعد الرفض الشعبي، على محارق الموت العبثية للحوثيين، فيما سحب اخرين ابنائهم من الجبهات.
وبحسب المصادر، فإن الميليشيات، اوفدت عدد من قياداتها لعقد لقاءات مكثفة مع مشايخ قبائل ذمار بينها قبيلة الحدا، لحثهم على إنقاذ جبهاتها المتهاوية، لكن المشايخ أبلغوهم أن أبناء قبائلهم رفضوا بعد ارتفاع أعداد القتلى والجرحى، خاصة في الفترة الأخيرة، كما اتهموا الحوثيين بتخليهم عن أبنائهم القتلى والجرحى في أماكن المعارك بعد رميهم إلى المحرقة والفرار بأنفسهم.
وذكرت مصادر قبلية، أن العشرات من أبناء ذمار تركوا جبهات القتال الحوثية وعادوا إلى مناطقهم، ما أثار قيادات الميليشيات التي حاولت اجبارهم على العودة بالقوة وشن حملة اعتقالات ضدهم بتهمة “الخيانة”، وتصفية بعضهم كما حدث مع “محمد ناصر” الذي رفض العودة إلى الساحل الغربي.
وأفادت مصادر محلية، بأن ميليشيات الحوثي أقدمت أيضا، على اختطاف الأطفال في ذمار أو التغرير بهم دون علم أولياء أمورهم والزج بهم في جبهات القتال.
وتعكس تصرفات ميليشيات الحوثي، حالة الانهيار والضعف الذي وصلت إليه بعد الهزائم المتتالية التي تلقتها، خاصة في جبهة الساحل الغربي والحديدة، والبيضاء وصعدة، ما شتت جهودها وشكل ضربة موجعة لعناصرها وقواتها التي تساقطت بالمئات في المعارك وغارات التحالف.