• 06:28:31am

أحدث الموضوعات

منبر البلغاء

تعليقات : 0

أصداء الخليج
الشاعر : أ. ماجد الغامدي

طـلـلٌ وقــد شــاقَ الـبـلاغـةَ مـنـظـرا
مـــا عـــادَ وقــفًــا لـلـبـكـاءِ مـعـفّــرا
حَجَبَت غيومُ الأمـسِ شمـسَ نهـارِهِ
فَـأنـارَ لـيـلَ الصـمـتِ أُنـسًـا مُقـمِـرا
ووقــفــتُ فــــي جُـنـبـاتِـهِ مــتــرددًا
فـهــو الـجـديـدُ وإن عـفــا مـتـدثّــرا
وقريـحـتـي بالـكـبـريـاءِ تـضـوّعَــت
فجرى القريضُ على لساني أحمـرا
وكأنـنـي وعـكــاظُ يـنـهـضُ سـيــرةً
بـيـن القـوافـي قــد أتـيـتـكَ مـخـبـرا
وأرَدُّ كــيـــدَ الـمـغـرضـيـن لـحـبـرهــم
فعـكـاظ عــادَ إلــى الأصـالـةِ منـبـرا
يـا منـبـرَ البلـغـاءِ كـنـتَ ولــم تــزلْ
للضـادِ صرحًـا كــم تـوهّـجَ مُسـفـرا
طـاولـتَ إذ هَــرِمَ الـزمـانُ الأعـصُــرا
وسمقتَ في سـاحِ البيـانِ مشمّـرا !
أحـقـابُـهُ خَـطَــرَت وأنـــتَ مُـخـلّـدٌ !
تمضي، وتأبى أن تعـودَ القهقـرى!
تتعاقـبُ الأجـيـالُ يُنـسـي بعضـهـا
بـعـضًـا وتـبـقـى للـخـلـودِ مُــذكِــرا
عـاصـرتَ أفــذاذَ الـرجــالِ فـصـاحـةً
و مضوا وكنـتَ بمـا شهـدتَ معمِّـرا
عـفـتِ المنـابـرُ إذ خَـبَـت أصـواتـهـا
و بقِـيـتَ تـأبـى أن يغيـبَـك الـثــرى
أقفـرتَ مـن شـعـرِ الجهـابـذِ مـوئـلًا
وأتـــى ليسـقـيـكَ الأمـيــرُ الـكـوثـرا
وأفـاض مـن معنـى الخلـودِ عنـايـةً
ليـعـيـدَ مـجــدكَ إذ أتــــاكَ مـظـفّــرا
يــا خـالـدَ الشـعـرِ ارتقـيـتَ مـكـانـةً
تسمـو وكنـتَ بهـا الحقيـقَ الأجـدرا
مَـن يـا أميـرَ الفكـرِ يُحـيـي معلـمًـا
لِتلوحَ حـولَ شموخِـهِ نـارَ القِـرى ؟
مَـن يــا تُــرى لــولاكَ ينـفـثُ روحَــهُ
لِيُحيـلَ أنـقـاضَ المعـانـي مـرمـرا !؟
لــولاكَ مَــن يُحـيـي عـكــاظَ مـنــارةً
مَـن يـا تُـرى لـولاكَ يُبلغُـهُ الـذُرى؟!
مَـن يـا ربيـبَ ثقافـةِ الرجـلِ الرشـيـ
ـدِ ســواك مَـــن؟ مَـــن يـــا تُـــرى !؟
ألبـسـتَـهُ حُــلــلَ الـحـيــاةِ مــجــددًا
و وهبتَـهُ مــن صِــرفِ حـبـكَ مـئـزرا
مـا لـي أرى سحبـانَ يدعـو باسمًـا
قُسًّا ويهدي الأمنَ قلـبَ الشنفـرى !
وأرى زهـيــرًا قـــد تـهـلــلَ مـشـرقًــا
يـدعـو فـحــول الـشـعـر أن تـتـذكـرا
ويـقـولُ هُـبّـوا قـــد بُعـثـنـا ســـادةً
وسقـى الرُفـاةَ اليـومَ غـيـثٌ أمـطـرا
لـمـا رأيـــتُ الـقــومَ أقـبــلَ جمـعُـهـم
ألفـيـتَ عنـتـرةَ الخـطـوبِ غضنـفـرا
يــا دارَ مـيّــةَ جـــاء نـابــغُ عـصــرِهِ
فــي كــلِ مـعـنـىً للـبـلاغـةِ أُمِّـــرا !
أبـلِـغ عبـيـدًا أُنـــسَ يـــومٍ مـشــرقٍ
يُنسيـهِ شؤمًـا كـم أضـلَّ المـنـذرا !!
أو قــل لـمــن نـــادى رِكـــابَ هـريــرةٍ
قد عـادَ أعشـى قيـسَ فينـا مبصـرا
هــل آذنــت أسـمـاءُ بالهـجـرانِ ؟ أم
أقـفــرتَ يـــا مـلـحـوبُ مـمــا قُــــدِّرا
هـل لاحَ لابــنِ العـبـدِ وشــمُ ممـاتِـهِ
في كـفِ مِـن بـاعَ المبـادئَ واشتـرى
قـل لابـنِ كلثـوم اصطبـح بقصـيـدةٍ
نَفَـحَـت و كـانـت بالبـيـانِ الأعـطـرا
قد عـادَ سـوقُ الشعـرِ يطلـق خيلـه
شَمَـخَ القريـضُ بِساحِـهِ وَ تجمهـرا
وسمـا بـروضِ الشعـرِ نخـلٌ باسـقٌ
إذ فـــاضَ نــهــرُ بـيـانِــهِ مـتـفـجّـرا
حيـيـتـهـم إســمًــا وشــعــرًا إنّــمــا
إن غــادرَ الشـعـراءُ جئـتـكَ أشـعــرا
أقبـلـتُ مــن أصــلِ العـراقـةِ رافـعًــا
صـــوت الـــولاءِ مـغــرّدًا ومـزمـجـرا
و وقفتُ في بُردِ الفصاحـةِ ناضحًـا
نبعَ القريـضِ الصِـرفِ أُغـدِقُ بيـدرا
ونسجتُ من نبـضِ الفـؤادِ قصيـدةً
مـن منجـمِ اللغـةِ الأصيـلـةِ جـوهـرا
وصـدحـتُ أنـطـقُ شـاعـرًا متـأصِّـلًا
سابقـتُـهـم فــخــرًا وإن مـتـأخِــرا !
أنــا شـاعـرُ الأفــلاكِ أسـمـعَ دهـــرَهُ
خاضَ العبابَ وجاءَ ما مـلَّ السُـرى
قـد أيـنـعَ الطـلـعُ النضـيـدُ نـضـارةً
هــــلاّ نـظـرتــم طـلــعَــهُ إذ أثــمـــرا
سَـتــرونَ مُـــزنَ الـشـعـرِ يـنـثـرُ دُرَّهُ
بلـسـانِ مــن صـلّـى وحـــجَ وكـبّــرا
أدعــــو أشــقــاءَ الـعـروبــةِ واثــقًــا
مـتـهــلِّــلًا مــتــأمِّــلًا مـسـتـبــشــرا
هُـبّـوا لــرأبِ الـصـدعِ نـنـبـذُ فُـرقــةً
فالغصـنُ إن سـأمَ الـجـذوعَ تكـسـرا
كـونـوا كـمــا شـــاءَ المهـيـمـنُ أُمّـــةً
بالديـنِ فــي عُـمْـرِ الـزمـانِ الأخـيَـرا
كالنحـلِ جـابَ الـروضَ يلثـمُ زهــرَهُ
يـغــدو ويجـمـعُـهُ الـرحـيـقُ مُـبـكِّـرا
كـونــوا عـبــادَ اللهِ إخـوانًــا عــلــى
تـلــكَ المـحـجَّـةِ لا ادّعــــاءٍ مُـفـتــرى
عُضّـوا عليهـا بالنواجـذِ و الـزمـوا
بالديـنِ نـهـجِ محـمـدٍ خـيـرِ الــورى
و توشّـحـوا بالـنـورِ مـــن أكـمـامِـهِ
مـن مشـرقِ الإسـلامِ مـن أُمِ الـقُـرى
أكــــرم بـشـعــرٍ لا يـثــيــرُ عـــــداوةً
يُحيي الإخاءَ ، يوثقُ التقوى عُـرى
فــي ظــلِ أربــابِ العـدالـةِ منـهـجًـا
آلِ السعـودِ الصِيـدِ آســادِ الـشَـرى
يـا خـادمَ الحرمـيـنِ تـلـكَ قصـائـدي
تُهـديـكَ مــن غــرسِ الـفـؤادِ المثـمـرا
يــا قـائــدًا جـمــعَ الـقـلـوبَ بُـحـبِـهِ
تلـكَ النفـوسُ تضوعـت لــك عنـبـرا
صـقـرَ العـروبـةِ جـئـتُ أرفــعُ رايـــةً
لـك مـن صمـيـمِ الــوِدِّ حـبًّـا مُـزهـرا
أنـجـزتَ يــا تــاجَ المـلـوكِ مطامـحًـا
وفتـحـتَ أبــوابَ الـحِـوارِ تـحـضُّـرا
وحـفـظـتَ لـلـعـربِ الــكــرامِ مــآثــرًا
لم تنخفض هامًا ، أبَت أن تُزدرى !
ودعـوتَـهــم لِـبـنــاءِ مــجـــدٍ تــالـــدٍ
تُسدي الكبيـرَ و تستحـثُ الأصغـرا
ووقفـتَ للخـطـبِ الجلـيـلِ تسـوسُـهُ
بـزمــامِ فِـكــرٍ كـــم أنــــارَ وأســفــرا
بسفـيـنـةِ الإنـجــازِ قُـــدتَ مـسـيـرةً
ومضـيـتَ رُبّــانَ السيـاسـةِ مُـبـحـرا
ستـظـلُ يــا وطـنـي بمنـهـجِ قـــادةٍ
بالـهـديِ والـديـنِ القـويـمِ الأطـهـرا!

 

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    بقلم : يحيى بن سعيد آل داوود

    م. زكي الجوهر

    بقلم / مبارك بن عوض الدوسري

    بقلم / شهد مسند الهاجري

    بقلم/ اشتياق عبدالله

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف الذكرالله

    بقلم | فهد الطائفي

    التغريدات