• 01:00:32pm

أحدث الموضوعات

استثمار المشكلات

تعليقات : 0

أصداء الخليج

عبدالله المغلوث

واجهت الأم، دينيس بروكتور، تحدياً كبيراً عندما رُزقت بطفلتها الأولى. فهي لا تملك المال الكافي لشراء مستلزمات طفلتها الجديدة. ولا تملك مكاناً لتخزين هذه الأغراض في شقتها الضيقة.

صارحت جارتها بمعاناتها فأعارتها بعض أغراض طفلها الذي بلغ ثلاثة أعوام.

استخدمت دينيس بعض الأغراض لفترة ثم أعادتها إلى جارتها بعد أن انتفت الحاجة إليها.

شعرت دينيس بأن مشروع تأجير مستلزمات وألعاب الأطفال ربما يكون مشروعاً جيداً، فأغلب الأمهات الجدد يقطن شققاً ضيقة ومواردهن المالية متواضعة.

عرضت دينيس الفكرة على زوجها المبرمج فاستحسنها وأبدى استعداده للتصدّي لإدارة الموقع.

ظفرت دينيس بدعم من أقاربها ومعارفها بعد أن أقنعتهم بجدوى المشروع وأطلعتهم على الميزانية المقترحة. بعد أن نالت الدعم شرعت في شراء مستلزمات محدودة، مثل: أسرّة للرضّع، مقاعد أطفال للسيارة، عربات أطفال، مشايات، ألعاب متنوعة.

استأجرت مخزناً لإيداع هذه الأغراض، وانطلقت في الترويج لمشروعها في إعلانات جوجل الموجّهة لسكان مدينتها. وأعلنت في منصّات مختلفة كـ: “فيسبوك” و”تويتر” و”إنستاجرام“.

وضعت أسعاراً ثابتة لتأجير كل منتج بالأسبوع والشهر والسنة. والتجديد يسير وهيّن. الإقبال كان كبيراً ومتزايداً. كانت أبرز مشكلة واجهتها هي عدم وجود سيارة تنقل هذه الأغراض للزبائن. انصرف كثير من عملائها إثر عدم تمكنهم من التقاطها بأنفسهم إثر ظروف متفاوتة.

اشترت دينيس سيارتين بالتقسيط لمواجهة هذا التحدّي الجديد. تضاعف الإقبال أكثر على مشروعها. وباتت سيارتاها شيئاً مألوفاً في شوارع مدينتها.

أسَّست فروعاً مختلفة في مدن عدة لتلبية الطلب المتزايد عليها. سوّق لمنتجها الكثير من القابلات والطبيبات والممرضات اللواتي حضرن عروضاً قدّمتها دينيس عن مشروعها خصيصاً لهن.

انتشر اسمها وبات الكثيرون يزكون اسم شركتها للأمهات الجدد. فحتى القادرين ماليا باتوا من زبائنها، فكثير منهم لا يرغب في تكديس الأغراض في منازلهم؛ ما يجعلها خياراً مناسباً.

اتفقت دينيس مع شركات لصناعة ألعاب الأطفال لإنشاء خطوط إنتاج باسم شركتها بعد النجاح الذي حققته. وتعاقدت مع مراكز صيانة متخصّصة لتنظيف وتعقيم المنتجات التي تؤجّرها دورياً حتى تصبح كالجديدة وتحافظ على أسهمها مرتفعة.

استطاعت دينيس أن تحوّل تحديها إلى مصدر رزق كبير.

إن استثمار مشكلاتنا يثرينا، فالمشكلة التي تعرّضنا لها وتغلّبنا عليها يتعرّض وسيتعرّض لها الكثيرون. بوسعنا القضاء عليها وإبادتها لو قدّمنا تجاربنا في تجاوزها أمام الآخرين.

تأكّد أن ما أنجزته ثمين. لكنك لا تعرف حجمه لأنك لم تعرضه وتسوّقه.

إن ابرز مشكلة نواجهها دائماً هي استصغارنا إمكاناتنا. نملك الكثير، لكن لا ندرك ذلك. الاستخفاف بقيمتنا يسقطنا. ثقتنا بإمكاناتنا وحدها ما يرفعنا.

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable

قصة كتبها : سيف الوايل

د.سعود بن صالح المصيبيح

يوسف الذكرالله

يوسف أحمد الحسن

يوسف أحمد الحسن

بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

لواء . محمد مرعي العمري

بقلم | هدى حسن القحطاني

يوسف أحمد الحسن

التغريدات