أبدت عشر شركات فرنسية اهتمامها بتطوير صناعة الطحالب واستزراعها في المملكة العربية السعودية، وذلك على هامش ورشة العمل التي نظمتها وزارة البيئة والمياه والزراعة صباح اليوم الاثنين، بعنوان “تطوير صناعة الطحالب في المملكة”.
جاء ذلك بالتعاون مع الجمعية السعودية للاستزراع المائي، وسفارة جمهورية فرنسا لدى المملكة، وبحضور السفير الفرنسي لدى المملكة، فرانسوا غوييت، ووكيل الوزارة للزراعة، المهندس أحمد العيادة، وبمشاركة أكثر من 60 شخصًا من الجانبين.
وأوضح المهندس-العيادة-أن الشركات الفرنسية حققت نجاحات كبيرة في تطوير صناعة الطحالب، ولها خبرة متميزة في ذلك سيستفيد منها 17 شركة سعودية مشاركة في الورشة، إضافة إلى ثلاث جامعات ومعاهد ومراكز بحثية مختصة في مجالات الأغذية المستدامة، والدواء والمستحضرات التجميلية، والطاقة، والاستزراع المائي، والأعلاف.
وعن أهمية هذه الورشة قال “العيادة” إنها تعدُّ أحد مخرجات الزيارة التاريخية التي قام بها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – لجمهورية فرنسا في شهر أبريل الماضي؛ حيث جرى خلالها توقيع اتفاقية بين البلدين لتطوير تقنيات إنتاج الطحالب في المملكة من خلال نقل التقنيات والمعارف الخاصة بإنتاج الطحالب والمنتجات الناتجة عنها.
وأضاف أن المملكة تعد بيئة حاضنة ومناسبة لإنتاج الكتلة الحيوية للطحالب، وأفضل دولة في العالم ملاءمةً لإنتاج الأعلاف من الطحالب الدقيقة، بفضل ما تتمتع من مزايا نسبية داعمة لذلك أهمها: توفر مصادر الطاقة المتعددة، والظروف المناخية الملائمة لاستزراع الطحالب والأعشاب البحرية المستدام على المستوى الاقتصادي، إضافة إلى توفر الأراضي المناسبة والصالحة للزراعة على سواحل المملكة والمناسبة لإقامة مشاريع استزراع الطحالب، فضلاً عن توفر الإمكانيات العلمية لدى الجامعات والمراكز البحثية السعودية، متوقعًا أن تكون المملكة من أكبر المنافسين في هذا المجال في السنوات القادمة بإذن الله.
وقال إن للطحالب دوراً فعالاً في تأمين الأسمدة العضوية للقطاع الزراعي، وفتح الباب أمام قيام صناعات متقدمة لإنتاج المواد الطبية والتجميلية وإنتاج المكملات الغذائية وغيرها من المواد ذات القيمة المضافة العالية، وكذلك توفير فرص عمل جديدة، فضلاً عن خفض التأثيرات البيئية الضارة الناتجة عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وذلك من خلال استهلاك كميات كبيرة من هذا الغاز في استزراع الأعشاب البحرية.
ومن جانبه، أكد السفير الفرنسي لدى المملكة، فرانسوا غوييت، أهمية انعقاد هذه الورشة؛ لطرحها موضوعاً ابتكارياً وواعداً للمستقبل في المملكة ألا وهو زراعة الطحالب وإبراز قيمتها، حيث تعد هذه الزراعة مهمة لكونها تقدم بدائل للتغذية البشرية وتغذية المواشي، وتستطيع إنتاج موارد كيميائية نظيفة ونوعية، كما أنها تقدر على امتصاص كميات من الكربون عشر أضعاف ما تستطيع الغابة امتصاصه.
و ذكرالسفير الفرنسي في ختام حديثه، أن المملكة تزخر بالموارد الثلاثة الأكثر أهمية لتطوير زراعة الطحالب وهي: الأرض والبحار والشمس، متمنياً أن يؤدي التعاون بين الشركات السعودية والفرنسية إلى إنشاء شبكة فعلية قادرة على تلبية الحاجات الغذائية والكيميائية المستقبلية الهائلة.