أصداء الخليج
تحرير: ندى البليهي تصوير : مها الرميح
وفي جولةٍ في عصير الرياض البهية ، وقفنا على أطلال قصرٍ يضمه حي الفوطة ، كان في بناه قلوب وأيدي شيدته بكل أمانه وصدق ، لتشهده أعيننا اليوم ، ومع روعة هذا البناء الذي كساه الطين ، لازال القليل الكثير منه صامداً .
متماثلاً أمامكم في هذا العامود البسيط الذي يبعث الأمل والصبر فيما تبقى من السقف ، ويدعوه إلى الصمود، رغم السنين التي أهلكته . نعم قصور سقطت ، هذا هو ما أسعف صديقتي في النظر إلى هذا العامود وحررت شعورها على هذه الصورة تحت عنوان قصور سقطت.
هيئة السياحة والتراث الوطني الموقرة أما بعد ، فلاتجعلوا لمثل هذه الملامح أن ترحل ، أين لوحاتكم وملكيتكم لمثل هذه الأماكن ندعوكم ، لوقفة تأمل فقط .
لماذا لايتكرر ماحدث لحي طريف في الدرعية ، لمثل هذه الأحياء في وسط الرياض ؟ خاصةً وأن هذه المنطقة بالتحديد في العاصمة ، لها أهمية استراتيجية كبيرة ، نظراً لما تزخر به من أماكن تحاكي ماضينا وحاضرنا ، مثال ذلك قصر المربع ، المتحف الوطني ، الدارة ، قصر المصمك ، مركز الوثائق ، مكتبة الملك عبد العزيز بالإضافة إلى الشارع الذي شهد النهضة العمرانية في عمارة الباخرة ، كما شهد مرور الأمراء وكبار الشخصيات عليه آنذاك إنه شارع الخزان .
لاتدعوا لمثل هذا العبق من التاريخ لأيادي تلوث تاريخ أجدادنا بالنهب ، وتجعلها مكب للنفايات ، قبل أن كانت لأرواحٍ تملؤها بطيب أنفسهم وكرمهم.
اجعلوها لأجيالنا فخراً ، تسمو بها ذاتهم ، لمستقبل يُمجد بتاريخ عريق لن يتكرر ، هل لمثل هذا المطلب أن يتحقق ؟!