#شخصيات_خالدة فان جوخ-الفنان العبقري Vincent van Gogh
تعليقات : 0
أصداء الخليج
أثير سعد آل عتيق
“انا أضع قلبي و روحي في عملي وقد فقدت عقلي بسبب ذلك”.
فينسنت فان جوخ : إسم ٌ كبير في عالم الفن التشكيلي ، استطاع هذا الاسم أن يحظى بإعجاب الكُتّاب و النقاد والمأرخين و عشاق الفن التشكيلي في كافه ارجاء العالم مما جعل أعمال تأخذ مكاناً في اهم معارض في كثيرٍ من الدول ، ولكن وراء كل هذه العبقرية حياة بائسة عاشها.
ولد في 30 مارس 1853م ، و يُقال إنه لم يكن يومًا طفلًا يَسهُل التعامل معه فقد كان منعزلًا، يُمضي وقته كلَّه بجانب النافذة، فقط لمراقبة المارَّة، وعندما اشتدّ عوده، ظلَّ وحيدًا؛ إذ كان لفينسنت عالمة الخاص والمنغلق، والذي لم ينجح أحدٌ في التسلُّلِ إليه، سوى ثيو «أخيه»، فنجح في أن يكون رفيق جولاته و كاتم اسراره فقد كتب اليه عباراته الشهيرة التي نقرأها الأن عنه.
كانت بينهما رابطةٍ قويه نشأت ولم تنتهي حتى بعد وفاتهما.
كان يضع إعتباراتٍ كثيرة لما يعتقده الناس عنه، «كيف أبدو في عيونِ معظم الناس؟»، كان هذا سؤاله الوجوديُّ الأكبر، وعلى الرغم من معرفته السابقة بما يعتقده الناس عنه، شخص نكرة، كريه، مزعج، غريب الأطوار، وفي بعض الأحيان ينعتونه بالجنون، إلا أنه سعى جاهدًا، وعملَ ليل نهار، حتى يغيّر تلك النظرة القاتمة عنه، إلا أن هذا تحديدًا هو ما دفعه في النهاية إلى حافّة الانتحار.
لم يستطع أن يبيع فان جوخ إلا لوحة واحدة فقط أثناء حياته، رغم أن أخيه كان تاجر لوحات فنية. وتلك كانت مأساة بالنسبة له لأن الفن في نظره هو وسيلة تعبير وتخاطب مع الآخرين للتغير، فإذا كان فنه لا يتواصل مع أحد فإنه ليس له أهمية أو هدف.
كان فينسنت يعاني من رفضاً اينما ذهب ، فكان يواجه رفضاً في الكنيسة و كان أيضًا مرفوضًا من تيار الفن المعتاد في عصره فالفنانون في عصره يهتمون بالجماليات وبوصف العالم كما يظهر لهم سطحه الخارجي.
لم يتحمل طريقة زملائه في عصره بالرسم لمجرد الرسم والفن لمجرد الفن.
بينما كان الفن حياته ومهمته الروحية.
دخل فينسنت في حالة إكتئاب عميقة وكان يشرب الخمر بكثرة بعد ان احب احد الفتيات التي كانت تدعى “أرسيولا” ولكن عندما طلب منها الزواج صدته بخشونه شديدة وبعدها واستقال من عمله و تدهورة حال النفسية و انطوى على نفسه واصابته الكأبة.
عاد للعمل في عام 1886 بألوان أكثر إشراقًا في عام 1888 حيث زاره الفنان غوغان وتكونت صداقة بينهما فأقام عنده ، وفي يوم ما دار بينهم حوار وصل الى المشادة مع غوغان و إنتابته نوبة عقلية وهلاوس، فقطع أذنه اليسرى بموس حاد، ثم ضمد جرحه ولف الأذن المقطوعة بالورق وذهب بها ليعطيها عشيقته التي طلبته من أُذنه خلال إحدى مداعباتها له.
و بعدها عثرت عليه الشرطة في اليوم التالي ونقلته للمستشفى ولم يستطع فان جوخ أن يتذكر أحداث تلك الليلة مما يعطي الإنطباع بأن النوبة التي أصابته كانت شديدة.
استمرت النوبات تنتابه حتى وافق طوعًا على اللجوء إلى مستشفى سان بول دي موسول النفسي في جنوب فرنسا 1889.
وخلال الأسابيع التي قضاها في المستشفى كان يرسم ما يراه خارج نافذة غرفته.
وهناك أنتج فان جوخ عمله الأفضل وهو لوحة «ليلة النجوم»بالرغم من كونها اللوحة التي جعلت من فينسنت فان جوخ اسماً فنياً ذا قيمة، إلا أنها لم تنل على إعجابه واعتبرها أحد أعماله الفاشلة.
توالت على فينسنت نوابت الصرع فسأم جوخ الحياة فترك رسالة إنتحاره كتب فيها :
“التبغ يحترق، والحياة تنسرب ، للرماد طعم مر بالعادة نألفه، ثم نُدمنه، كالحياة تمامًا: كلما تقدم العمر بنا غدونا أكثر تعلقًا بها.. لأجل ذلك أُغادرها في أوج إشتعالي.. ولكن لماذا؟!
إنه الإخفاق مرةً أخرى. لن ينتهي البؤس أبدًا… وداعاً يا ثيو، سأُغادر نحو الربيع”.
خرج فينسنت إلى كوخ مجاور وأطلق على نفسه الرصاص ، ولكنه لم يمت على الفور حيث نقل إلى المستشفى الذي مات به بعد يومين في 29.يوليو. 1853 وهو لم يتجاوز 37من عمره حيث رسم مايقارب 1700 لوحه.
مات معدماً نحيفاً و هزيلاً و مهوساً ، بعد أن طاردة مرض الحب إلى أن قذف به إلى مصحة للأمراض العقليه .
مات لتتخلد ذكراه في العالم بأسره ، و تبرُز لوحاته في أعظم المعارض و يسطَر إسمه بأحرف من نور، أصبح أشهر الرسَّامين وأعرقهم على الإطلاق، ورمزاً للفنّانين التشكيلين و مدرسة و قدوةً لهم بعد وفاته .