• 09:45:26am

أحدث الموضوعات

في انتظار عودة البحار لشاعرة فرسانية #قراءة في :صخرة الأم لعبدالرحيم الأحمدي

تعليقات : 0

أصداء الخليج
أ. عثمان أبكر حمق

قال مرشدنا السياحي في إحدى ضواحي هونج كونج وهو يشير إلى قمة جبل يطل على البحر: هل ترون ذلك المنظر الذي يشبه أماً تحمل طفلها وتطل إلى البحر؟ قلنا: نعم. قال: إنها زوجة صينية ذهب زوجها إلى البحر للصيد وتأخر في العودة فصعدت الجبل تحمل طفلها وظلت تراقب البحر علها ترى مركب زوجها عائدا، ولكنه لم يعد، وظلت في مكانها تحمل طفلها في موسم شتاء شديد البرودة، فتجمدت المرأة وطفلها وتحولا إلى صخرة ترى من البعد وعرفت في الموروث الصيني “بصخرة الأم”. وهي ترى من البعد أقرب الى المرأة وطفلها بخلاف ما يظهر في الصورة التي تظهر امرأة تحمل طفلا وقد تدثرا بلباس محلي.

لاشك أن شكل الصخرة وموقعها مطابق لما ذكر المرشد السياحي، وهي بلا شك أسطورة وظفت لحالة إنسانية تعبر عن كفاح الرجل ووفاء الزوجة، ثم وظفت سياحياً، ولم تفقد المعنى الإنساني المعبر عن حالة إنسانية يبدعها خيال الانسان.

ليلي على المشرافْ ومطالعه لك حتى طلوع الّلّوليْن والصبحْ بان

تذكرت هذه الأسطورة بعد قراءة أبيات لشاعرة فرسانية لم يبق من أبياتها غير أربعة أبيات تغني عما أضيف إليها من أبيات تعبر عن مأساة زوجة بحار فرساني لم يعد من إبحاره فخرجت الزوجة إلى المشراف وهو مرتفع من الأرض يشرف على البحر علها ترى زوجها عائداً، ولم يتسرب اليأس إليها من عدم عودته، غير أن المواسين لها ربما كانوا يعزونها بأن تيار البحر أخذه إلى بلاد أخرى وسيعود، ما جعلها تظن به الظنون أن لقي حباً آخر.

لقد حرصت على التأكد من صحة الأبيات كاملة فاتصلت بالشاعر المبدع الاستاذ ابراهيم مفتاح، فأكد القصة مضيفا: أن أبياتاً من القصيدة الأصل فقدت لم يكن يدركها زمن التدوين وغادر رواتها الحياة، ولم يبق مما تحتفظ الذاكرة به غير الأبيات الأربعة التالية:

ليلي على المشرافْ ومطالعه لك

حتى طلوع الّلّوليْن والصبحْ بان

كل السواعي روَّحنْ وأنت مالك؟

تشتاقْ لك نخله وفيَّهْ وجدران

يكفي غيابْ… من يوم ما غاب فالكْ

لا الظّهريَّهْ تحلى ولا اللَّيْل لى زان

هل الهلال وأحنا انترجَّى هلالك

غلّق رجبْ واليوم في نُصْ شعبان

وأعتقد أن صحة البيتين الثالث والرابع كما يلي:

يكفي غيابك يوم ما غاب فالك

لا الظهر يحلى لي ولا الليل لي زان

هل الهلال واحنا نترجّى هلالك

غلّق رجب واليوم في نص شعبان

كما أعتقد أن البيت التالي للشاعرة:

الفقد يغلبني ووحشة عيالك

ياليت لك يا بحر سكة وعنوان

ويضيف الاستاذ ابراهيم: أنه قام بكتابة الأبيات المفقودة وفق رؤيته الثاقبة لحياة فرسان القديمة وهو الشاعر المثقف المحتفظ بتراث الجزيرة في متحفه وذاكرته

 وكان ما أضافه الشاعر ما يلي:

شوق المرايا غاب عنُّه خيالك

ليت المرايا تحتفظ بالذي كان

شاكتب عليها حالتي بعد حالك

واكتبْ عليها للهوى ألف عنوان

طفْت الديار اسألْ عسى كيف انالك

لكن سؤالي ضاعْ حسره وحرمان

حايرْ سؤالي كيفْ يلقى سؤالك

اسألْ ثواني الوقتْ والوقت ما حان

بين البحورْ قلبي تعب واعتنى لك

من أجل طيفك بالتعب صار فرحان

عنَّا سليتْ… قلت السلا كيف آجالك

معقولْ قلبكْ للهوى بعدنا لان

ويلي من الحسّادْ… ويلي وويلكْ

دمعي ودمعكْ بالسهرْ ليلْ هتان

هذي نجومْ الدمع فيها ظلالكْ

تسقي روابي الخد آهات ْولهان

كيف اطوى اللشواقْ واطلع جبالكْ

بيني وبينكْ بحر وامواجْ هجران

كفى… كفى يا بُعدْ قصَّرْ حبالك

خَلَّى غريب الدارْ يرجع للوطان

يا بحر كل اللشرعهْ راجعه لك

مشوارنا يابحر ماتم للآن

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    بقلم : يحيى بن سعيد آل داوود

    م. زكي الجوهر

    بقلم / مبارك بن عوض الدوسري

    بقلم / شهد مسند الهاجري

    بقلم/ اشتياق عبدالله

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف الذكرالله

    بقلم | فهد الطائفي

    التغريدات