هلال الهلالي – وطني :

كشف ثواب المالكي عضو نادي الكتاب عن فكرة تميز الدين الاسلامي بأنه وحدة ثنائية القطبية استطاع  أن يجمع بين الحياة الجوانية والبرانية وذلك في معرض حديثه عن شخصية الشهر المفكر رئيس البوسنة السابق علي عزت بيجوفتش في لقاء نادي الكتاب ً مساء أمس حيث تحدث عن المقارنة التي كان يجريها بيجوفتش بين الاديان في كتابه ” الاسلام بين الشرق و الغرب ”  حيث كانت اليهودية تؤمن بتحقيق العدالة في الارض وليس الاخرة لذلك برعوا في الاكتشافات والاختراعات وحققوا ثروة مالية على اثر ذلك.  اما المسيحية فانها لاتؤمن الا بحياة الرب وهي طريقة الخلاص والتطهير.  فيما نجح الاسلام في المواءمة بين الحياة الجوانية والبرانية فاستطاع هذا الدين برغم ما مر على المسلمين من محن يظل صامداً كأنقى الديانات التوحيدية ، لذلك فان الاسلام جاء ليأتي ببعد جديد خاتم للرسالة.  فلم تكن دور العبادة في المسيحية مثلاً إلا مكان للحياة الجوانية بينما في الاسلام نجد  ان المسجد حوى كل امور الدنيا والدين والصلاة ومناقشة أمور الدنيا والتعليم في ظاهرة لم يعرف لها مثيل و هي ما أطلق عليه بيجوفيتش ” المسجدرسة ” وتطرق المالكي الى مقارنات بيجوفتش مع هذه الاديان في الزواج والبيع والحياة المثالية. ثم ختم بأن الاسلام يتصف بشعيرة التسليم التي تبعث الطمأنينة والراحة.ومنهاسمي إسلام من التسليم لله .    وأشار الى ان هناك صلة وثيقة بين الدين والدنيا لذلك جاءت مؤلفات كثير من علماء المسلمين في الفقه والذي عدّه قانونا استنتجوه من الاسلام. وهذا ما يصعب على الاوربيين تمييزه أي ” ماهو دين و ما هو فقه أو قانون كما يسميه ”   ،  ثم تحدث حول مفهوم الفن عند بيجوفتش حيث يراه بانه فهم و إدراك داخلي و ليس معرفة ويضرب على ذلك مثال  بالفلاحين الذين يصنع بعضهم تمثالا أعواد الخشب بعد أن ينتهي عمله دون الحاجة إلى دراسة أكاديمية فالفن كما يراه ” متاح لكل إنسان “كما يشير  الى ان الدراما ذات اصل ديني ومن ذلك مسارح الرومانيين و المصريين و تماثيلهم ، كما أكد في معرض حديثه عن الفن استحالة وجود فنان ملحد أو فنان كبير ملحد لذلك لحظ بيجوفيتش خفوت الفن عند الدول الشيوعية الملحدة كما حدث في عهد ستالين.  وقال سالم الزبيدي في مداخلته أن بعض القوانين في البلدان العربية لها منطلقات اسلامية فيما اعترض حامد المالكي على نسبة القصور في الديانتين اليهودية والنصرانية لكن  أشار الى أن بيجوفيتش وصف أتباع الديانتين فقط. وطالب حامد الاقبالي بتحرير مصطلح مفهوم الفن الذي يقصده بيجوفتش ليسهل محاكمة رأيه فيما ختم سعد الكرساوي بأن الدين الاسلامي جاء مكملا للديانات مبديا تحفظه  حول قول بيجوفيتش ” أنه لا يمكن فيهم تاريخ الاسلام بشكل كامل إلا بفهم تاريخ الديانتين السابقتين اليهودية و المسيحية”