نجحت مكتبة منيرة الملحم، كحاضنة ثقافية واجتماعية، لتحقق أهدافاً تنموية مستدامة، تمثلت في تمكين المرأة لقادة المجتمع، عبر إقامتها لبرامج تفاعلية منحت المهارات اللازمة، لتعظيم دور ومكانة المرأة، إضافة إلى تفعليها دور الشابات في خدمة المجتمع، عبر تشجيعها للمبادرات التطوعية.
وتعد مسابقة مبادرات منيرة الملحم لخدمة المجتمعة، أحد أهم المنصات التفاعلية لتشجيع الشابات، وتقوم على أشراك شابات المنطقة في خدمة مجتمعهن، من خلال برامج مجتمعية تعود بالنفع على المجتمع، وتسهم في تنميته من خلال مجالات مختلفة.
فيما تدعم مكتبة منيرة الملحم، جانب الأبحاث والدراسات، في خطوة لتعزيز المجال البحثي، لتساهم بشكل بارز في دعم تمكين المرأة في محافظة الغاط، وإتاحة الفرصة للإستفادة من البرامج الاقتصادية والاجتماعية ولتنموية المختلفة بما يسهم في تلبية احتياجات المرأة والفتاة والطفل، من خلال مشروعات ومبادرات ترعاها مختلف الجهات من مختلف القطاعات ذات العلاقة.
وتسعى المكتبة العريقة لدعم ورفع نسبة مشاركة المرأة في المجالات التنموية والاجتماعية، إيماناً بدورها التنموي المهم والمؤثر، وكونها عنصراً أساسياً ومنسجماً مع رؤية المملكة 2030.
ويأتي منتدى منيرة الملحم لخدمة المجتمع، أحد المبادرات النوعية، التي تطلقها المكتبة لإبراز دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة، وتمثل الغاط نموذجاً لتحقيق التناغم بين الأنشطة الاقتصادية والإجتماعي والبيئية، من خلال استغلال الموارد والإمكانيات المتاحة، ويقام المنتدى سنوياً في دار الرحمانية بالغاط.
وبرزت منيرة الملحم حرم الأمير عبدالرحمن السديري يرحمهما الله، في مجتمع الغاط الذي ولدت فيها عام 1338هـ، بدورها الفعال في المجالات الاجتماعية والإنسانية والخيرية المتعلقة بالمرأة في الجوف، وقد أسهمت رحمها الله في نشر الاهتمام بالتعليم والتحصيل الدراسي بين الفتيات والنساء.
ودأبت منيرة الملحم على الإلتقاء بنساء المجتمع، خاصة اللواتي يحضرن لمنزل الأمير لغايات حل مشكلات أسرهن في الجوانب الحياتية المختلفة، وارتأت أن تخصص جزءاً من مالها الخاص لإنشاء مكتبة عامة للنساء في محافظة الغاط، وأطلقت جائزتها السنوية لإحدى المتفوقات من بنات الغاط لإكمال الدراسة الجامعية، حرصاً منها لدعم تعليم الفتيات أنذاك، وبعد وفاتها أطلق أبناؤها منتدى سنوياً في الغاط، يجمل اسمها دعماً لدور وحضور المرأة.
يذكر أن المكتبة يجري تشغيلها من مال أوصت به منيرة بنت محمد الملحم – يرحمها الله – حرم الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري – رحمه الله – وتبلغ مساحة المكتبة خمس مائة متر مربع (500م2). وتتكون المكتبة من قاعة للمطالعة تحوي مراجعًا وكتبًا من مختلف أنواع المعرفة مرتبطة بفهرس موحد مع مكتبة الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري؛ مما يتيح للزائرة الحصول على أي كتاب موجود في كلا المكتبتين، إضافة إلى وحدات للمطالعة الخاصة.كما يوجد في المكتبة ركن للإنترنت.
وأولت المكتبة عنايتها بالطفل؛ فأوجدت ركنًا خاصًا به مجهزًا بالأثاث والكتب والمواد السمعية والبصرية المناسبة للطفل. والمكتبة مربوطة بدائرة تلفزيونية مع قاعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للمحاضرات. وافتتح المكتبة رسميًا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله- بتاريخ 8/3/1427هـ الموافق 6/4/2006م عندما كان أميرا لمنطقة الرياض.