د. جاسم الياقيوت
ينتظر الكثير من الناس على أمل في حياة جديدة، أو خوض تجربة جديدة، أو مرحلة جديدة من حياتهم بعد انتهاء مرحلة قديمة من مراحل حياتهم، بكل ما بهذه المرحلة من عناء، أو عدم استقرار.
فالحياة الجديدة دائماً تدفع الناس للمشاركة والرغبة والوصول إلى نتائج جيدة واستقرار، اذا كنت تحب الحياة فلا تضيع الوقت سدى, لان الوقت هو المادة المصنوعة منها الحياة.
يجب ألا ننسى أبداً أن الأمل هو مفتاح الحياة، والنجاة من الأحزان، هناك الكثير من الأمنيات التي تكون داخل كل فرد يرغب في تحقيقها، ويتمنى إنجازها، لكن لا تعطي دائماً الفرد كل ما يتمنى، لكن الفيصل هنا أن نتذكر أن لكل جواد كبوة، وعند الكبوة يجب أن يكون لدى الإنسان العزيمة الكافية للمشاركة.
كثيراً ما نصادف عثرات تجعلنا نسقط إلى الهاوية، لكن ثقتنا في الله أولاً هي أولى الخطوات يليها الإيمان بأن الحياة لن تتوقف بسقوطنا، ولن يتعطل العالم بأسره من أجلنا، لهذا علينا أن ننهض ونعيش في العالم، نعيش بشكل مختلف مدفوعين بالرغبة والتصميم على عدم السقوط مرة أخرى، وأن سقوطنا لا يجب أن يكون سببا في هروبنا.
بل علينا أن نضعه في القائمة لنحتاط منه المرة المقبلة، وبالتالي يجب جمع كافة الأخطاء والتعلم منها، ومن ثم البدء من جديد. ويجب أن نعلم أن قمة المجد ليست في عدم الاخفاق أو الفشل، بل في القيام بعد كل عثرة كما قال ذلك زعيم جنوب أفريقيا “نيلسون مانديلا”.
فعليك أن تسأل نفسك: ما طريقتك للقيام بعد كل عثرة، فإذا وجدت إجابة لهذا السؤال.
عندما سأل أحد الصحفيين توماس أديسون عن شعوره حيال 25ألف محاولة فاشلة قبل النجاح في اختراع بطارية تخزين بسيطة، أجاب: “لست أفهم لم تسميها محاولات فاشلة؟ أنا أعرف الآن 25 ألف طريقة لا يمكنك بها صنع بطارية، ماذا تعرف أنت؟”
تم تدمير مختبر أديسون في حريق كبير عام 1914, وفي ذلك اليوم هرع تشارلز الابن الأكبر لأديسون، باحثاً عن أبيه، فوجده واقفاً يراقب اللهب المتصاعدة بهدوء.
“شعرت بحزن شديد لأجله” يقول تشارلز: “لقد كان في السابعة والستين من العمر، ولم يكن شاباً عندما التهمت النيران كل شيء” وحين انتبه أديسون لوجود تشارلز صاح به قائلاً: “تشارلز أين أمك؟” فأجاب بأنه لا يعرف، حينها طلب منه أن يجدها قائلاً له: “أوجدها بسرعة فلن تشهد منظراً كهذا ما حييت”.
في صباح اليوم التالي، تفقد أديسون الركام الذي خلفه الحريق، وقال: “هناك فائدة عظيمة لما حصل بالأمس، فقد احترقت كل أخطائنا.
الحمد لله يمكننا البدء من جديد “بعد ثلاثة أسابيع من الحريق، استطاع أديسون أن يخترع أول فونغراف!(مشغل أسطوانات).
ومن جملة ما اخترع واستحدث من الآلات والأدوات: الناسخة، وطوّر الآلة الطابعة وجهاز الهاتف والحاكي والشريط السينمائي.
كما جعل صناعة التلفزيون ممكنة باكتشافه صدفة لما يسمّى “أثر أديسون” والذي أصبح أساس أنبوب الإلكترون، إلا أن أهم أعماله على الإطلاق هو اختراعه للمصباح الكهربائي”.
”الفشل هو البداية والنجاح هو الأخير” لا يُمكن لأي إنسـان أن يحقق الأهـداف إن لم يتعرض للعقبات، بل يصل الأمر إلى بعض العبارات التي يسمعها الفرد أيام صغره وتتبرمج في عقله وتبقى معه طوال الحياة ، مثل كلمات الفشل ، وأنت فاشل ، ولن تُفلح في حياتك، والمشكلة الفعلية التي نعاني منها في نظرتنا لعبارات الرسوب والفشل التي ينعكس تأثيرها على الافعال والاستمرارية في تحقيق الأهداف.
فلدي ذلك الطالب الذي يرسب في المرحلة الدراسية وبعد جهد كبير يُنهي المرحلة الثانوية العامة ويتخرج، ويكون خلال فترة الدراسة قد تعرض للعبارات السلبية التي تؤدي إلى تحطيمه والنيل منه، فنجده بعد المدرسة بلا هدف أو تخطيط، وعندما يحاول النهوض يتذكر تلك العباراة من جديد فيتراجع ويسكن مكانه.
أخيرا علينا النهوض بعد المحاولة الأولى التي باءت بالفشل والاستعداد للمحاولة الثانية، وأبعد عنك كل ما يتعلق بالفشل ودع النجاح هو هدفك حتى وإن كثرت المحاولات وطال الوقت.
ففي النهاية ستعلم كم هو مفيد الفشل وتكراره لتحقيق الأهداف، والإنسـان الفاشل هو من جلس يبكي على نفسه دون المحاولة والتحرك لتغيير الوضع الذي هو عليه، حتى لو اتهمك الآخرون بالفشل التزم الصمت، وأثبت لهم عكس نظراتهم إليك، واجعل الجميع يتحدث عنك وعن النجاحات التي حققتها، لتكون مثالا على من استغل فشله وكان سببا في نجاحه.