تعتبر السيجارة من المواد الخطيرة على الإنسان، والتي تؤدي إلى إدمانه وإحداث ضرر كبير له، و دائمًا يرتبط إدمان الشيء بالتعود على ممارسته، هذا هو حال مدخني السجائر الذين برمجوا عقولهم على التدخين فأصبح الإقلاع عنه شيء في منتهى الصعوبة، وفي محاولة للجوء إلى وسيلة آمنه للإقلاع عن التدخين ظهر التبخير الالكتروني أو ما تسمى بالشيشة الالكترونية أو بالـ”Vape” و التي يطلق عليها شبابنا الان البديل السريع للإقلاع عن السجائر، ولكنها تحولت إلى ادمان جديد بأيدي الشباب لا يستطيعون افلاتها، فبعد ما كانت وسيلة للعلاج أصبحت داء جديد يعاني منه الشباب.
وقد جاءت هذه الفكرة بهدف إيجاد حل بديل للسجائر التقليدية على يد عالم صيني، بدأ ظهورها في الأسواق الصينية وبعد عامين بدأت تُصدر هذه المنتجات الى العالم.
و تتركب هذه الشيشة الالكترونية من بطارية، وملف تسخين يسمى بـ”الفتيلة”، وخزان المحلول المسمى بـ”الخرطوش”، و المحلول الإلكتروني “المادة المبخرة التي تنتج الضباب”، وتتكون هذه المادة المبخرة من الجلسرين النباتي، و البروبيلين مع الماء المقطر، وتضاف إليها نكهات و مُحليات اصطناعيه أو طبيعية مع نسب مختلفة من النيكوتين.
و ألتقت إصداء الخليج بالشاب إبراهيم عسيري – طالب – قائلاً أن 80% من الشعب مدخن و أن الشخص المدخن يريد أي وسيلة للإقلاع وهو يظن أن التبخير الالكتروني وسيلة جيدة، لكن هي بالطبع أكثر ضرراً لأنها لم تجعلني اُقلع عن التدخين بل استخدمتها لفترة و عُدت من جديد للسجائر، ولكنها تعتبر سهلة الاستخدام خاصتاً للمراهقين، وذكر عسيري أن استخدامه لهذه الاله بسبب ضغط الجامعة ويتمنى الإقلاع عنها وعن السجائر بأقرب وقت ممكن.
وذكر الشاب “مروي محمد” أن انتشار الشيشة الالكترونية كان لسببين رئيسين الأول بسبب الحملات الدعائية الاعلانية المتزامنة للشركات المصنعة في وقتنا الحالي، و السبب الثاني بسبب ارتفاع أسعار السجائر، وذكر أيضاً أنه على دراية بأن الشيشة الالكترونية خطيرة مثل خطورة السجائر بل وأنها اكثر خطورة لوجود البطارية و المواد الكيميائية السائلة، و أن تعاطيه للشيشة الالكترونية وتجربته لها ليس بدافع المشاكل النفسية بقدر ما هو لسهولة استخدامها و حملها اكثر من السجائر، و استخدام البعض لها للمحاولة في الإقلاع عن السجائر ولكن لا اعتقد أنها تجدي نفعاً لأن استخدامها يعتبر ادماناً، و انا شخصياً لم استطع التخلص من هذه الآفة السجائر بمجرد استخدامي للشيشة الالكترونية.
و قال الشاب “يوسف سلطان” أن التبخير الالكتروني بديل جيد للتدخين و أنه أقل ضرراً من الدخان بنسبة 95% بناء على دراسة المجلس الملكي الصحي البريطاني وأنها بالفعل أكثر أماناً، و ذكر أن المادة الوحيدة المرتبطة بين التبخير الالكتروني و السجائر هي النيكوتين وهو ما يحتاجه المدخن في ادمانه، و أن المواد الموجودة بالدخان تتجاوز أكثر من 4000 مادة (قطران، نيكوتين، أول أكسيد الكربون) وغيرها من المواد معروفة المصدر وغير المعروفة، بينما التبخير الالكتروني يعتمد على أربع مواد في أقصى حالاته و أهمها النيكوتين، و حالياً لا استخدم السجائر بتاتاً ولا أحب رائحتها و تقلصت عادتي للصفر. و يرى الشاب “تحتفظ إصداء الخليج باسمه” أن التبخير الالكتروني بديل جيد ذو خيارات متنوعه جداً و في المتناول و الرائحة جميلة و غير ثابتة، و أن محتواها يتكون من ثلاث مركبات فقط الـVG, PG, Nicotine بينما تحتوي السجائر على سبيل المثال “نيكوتين، أول أكسيد الكربون، قطران، ثاني أكسيد الكربون، أحماض” و غيرها من المواد المعروفة المصدر و الغير معروفة، فهي اكثر اماناً ولاحظت هذا في طريقة تنفسي بأنها بدأت بالتحسن مع العلم أني شخص غير رياضي، و أن عادتي في استخدام السجائر انتهت بشكل كامل ولا يوجد لدي رغبه في العودة للسجائر.
يقول الدكتور محمود البقشي – استشاري أمراض صدرية و رئيس قسم العلاج التنفسي في مستشفى الملك فهد بالهفوف، أن السيجارة بها أكثر من 3000 مادة و أكثر مسرطنة و ضارة من أمراض في الرئة، و أمراض في القلب، و الشرايين، كلها بسبب التدخين، و اصبح الإقلاع عن التدخين بالأمر الصعب، موضحاً أن نسبة المقلعين عن التدخين لا تتجاوز 15%، و أن المادة التي تحفز على الإدمان هي مادة النيكوتين، وعند تركه لها تعطي الجسم حوافز و إشارات داخلية بأن يعود لها، لأنه عند تركه التدخين تنقص نسبة النيكوتين في الدم و يكون شخص قلق و منزعج و عصبي، فجاءت الفكرة أن يتم مساعدة المرضى للتخلص من التدخين، فأتت مادة تتبخر نيكوتين و يوضع في بعضها منكهات ليتم استعمالها بدلاً من السجائر، لتكون أكثر اماناً للمرضى من السجائر المسرطنة، ولكن بعد البحث والدراسات تبين لنا ان التبخير الالكتروني ليس أمناً كما نعتقد بل هو أيضاً مسبباً للسرطان في جسم الانسان فأصبح الخوف أنها بديل للسجائر وليست جسر للإقلاع، أو تكون مزاوجة للفرد يستعمل الأثنان معاً، أو أصبحت دعاية بأنها شيء أمن ويسمح للناس الغير مدخنين باستعمالها وبسبب هذه الإعلانات دخل أعضاء جدد لطريق التدخين من باب جانبي وهذا شيء خطير.
وتكلمت الدكتورة ” تحتفظ إصداء الخليج باسمه” اخصائية علاج تنفسي أن من الطرق التي تساعد المريض على الشفاء يدخل في برنامج الإقلاع عن التدخين في عيادات مكافحة التدخين، يتكون البرنامج من تدريس وتثقيف، و يُعطى بخاخات أو لصق أو حقن بها نيكوتين و لكن بجرعات قليلة، و يعطى حبوب خاصة بالاكتئاب (Depression) و حبوب وهي عادة حبوب اخترعت لأمراض أخرى، يستخدمها بنفس فترة العلاج، وينوّه أن لابد من الابتعاد كلياً عن التدخين بشكل عام أثناء فترة العلاج لأن مزاوجة النيكوتين و الادوية يسبب سمية النيكوتين، وتكون فترة العلاج ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
و إلى الان لا يتم اعتماد التبخير الالكتروني كوسيلة مساعدة للإقلاع عن التدخين، ومع ذلك قد يساعد المدخنين عند استخدامه كبديل كامل لجميع أنواع السجائر و منتجات التبغ، و لكن تظل التوصية الصحية و الامنة هي الإقلاع عن التدخين تماماً فهذا أمر مهم جداً لحماية صحتك. و في النهاية يجب أن ندرك جميعاً الاثار السلبية و الامراض الخطيرة التي يسببها التدخين، لهذا يجب على كل شخص أن يفكر في مستقبله و صحته و أولادة، هذا بالإضافة إلى الاضرار المادية و الاجتماعية.
و حسب ما نشرت وزارة الصحة السعودية بـأن الكثير من الأطباء يعتقد أن الشيشة الالكترونية مضرّة بالصحة، كما أن احتوائها على النيكوتين يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب و الشرايين بالإضافة إلى الومانية الشديدة، وأيضاً تحتوي على مادة الفورمالن هيد والتي قد تؤدي إلى أمراض سرطانية.
وكما رأينا أن التدخين له آثار سلبية على صحة الانسان و التي قد تصل الى أن الشخص قد يخسر حياته في لحظة، وكذلك عوضّوا أجسادكم بتناول نسبة كبيرة من الماء و العصائر، لأنكم بهذه الطريقة ستعوضون أجسادكم بكافة المعادن و الفيتامينات التي فقدها على مدار السنوات التي أدمن فيها التدخين سواء كان بالتبخير الالكتروني أو السجائر.