• 12:39:17pm

أحدث الموضوعات

فَارِسُ الفَوارِسِ مُترجِّـلاً أحسَاءَه !

تعليقات : 0

أصداء الخليج
اعتدال موسى ذكرالله

ولا أمرُّ في الدنيا وأصعبُ وأمضُّ وأمضَىٰ من أن يترجَّلَ الفارس المَهيب عن صهوة حَلَبَتِه تاركاً خلفه ميداناً يتفقَّد أثره ويفتقِد مآثره ويضيعُ بلاه من أحبّهم وأحبُّوه ! ويتوهُ في زِحام غيابه من اعتادوا صولات نواله ؛ وجولات طِوَاله ؛ وأبكاهُمُ وَجَعاً وأضناهم فِراقا وتَرجٌُّلا !

ولا أظنُّ أصعبَ على الأحسائيين من أن يتنبَّهوا من صفعة الأقدار التي لا حول لهم فيها ولا قوة سوى أن يؤمنوها صدقاً وتصديقا إذ بفارس الفوارس – حسين بن عيسى أحمد عيسى بن الشيخ – وقد ترجَّل أحساءهم وغادرها بلا عودة ! غير أنه خلّف بعده ما سدّ أو يسدّ فراغ جعجعته الحيواتيّة من خيرٍ وثبات !

فمن بين وريقات كتاب أمِّه – فاطمة الوصيبعي – التي ألَّفتُهُ بعنوان – كنوز الآخرة في رثاء العِترة الطاهرة – انبثقت إشراقات تكوين روحه المُصطبِغة بالآخرين وحُبِّ الآخِرة وتأخير النفس عن الأوِّل عنها كما يراهُ قلبه المنعقد من بقايا طِين آدم عليه السلام !

في حيِّ – الفوارس – في مدينة الهفُّوف بواحة الأحساء الشرقية إذ هو من أعتق الأحياء القديمة التي أنجبت أفاضل رجالات الفكر والأدب والدين والحياة قد أودع القدرُ حُسيناً وفيه عاش ونشأ وكانَ ! وغادره للبحرين باحثاً بشغفِ الرغبة عن الرزق عيشاً وتعليما !

الإرادةُ التي غذَّته بها أمُّه الفاطِمة وأشبعته بمذاقاتِ صبرها عُسراً وتيسِيرا كانت رافداً لتفرُّده في بين أقرانه في أواخر الستينيات الهِجريّة ليتحصَّل على أعلى درجات التحصيل الأكاديمي في أصعب علوم الزمن الأقدم وينال البكالوريوس في علوم الصحافة من حاضرة العلم وأمِّ العلماء القاهرة المحروسة ليندفع أكثر ورغائب ابتغاءات وجوده ليتعلم قواعد اللغة الإنكليزية وقتها ؛ ويكاتب بها مصانع أوروبا في – هولندا ولندن وإيطاليا وباريس – لتوريد الحليب للأحساء ويكسب جولات التجارة الدولية بالجهد الفردي وينافس روَّاد المواد الغذائية وفي الخياطة وبيع الأقمشة مع استمرار هَوَس العلم والتَّعلم ومحاولات إشباع غريزة التحدّي الأكبر وتحاصيل المعارف وعلوم الحياة !

زار العمُّ حُسَين فلسطين المنهوبة أيام الملك حسين وطّّيبَ وشائج روحه بعطر الكرامة المتعلّق ببضع ركعاتٍ أداها في مسجد الأقصى بقدس الأنبياء ليظلّ شذاها عالقاً مائةً وأربعاً من أعوامِ عُمُرِه المَهِيبِ الأهيَب !

تقاسيم شخص الفارس ومآثر فعله صنعت منه وجيهاً في بني جِلدته وصار ذا مشورة مؤيّدة من صُنّاع القرار من مسؤولي الدولة وبمكاتباته وتواقيع مماثليه عيّن قُضاةً مُدجَّجينَ علماً وتحنيكا للمحاكم الجعفريّة في الأحساء وكان مجلسه في أرض الخطيب موئلاً للمشورة والاستشارة وتباحث الناهمين فكراً وتحصيلا !

شابَ الفارسُ وأوهنتهُ السُّنونَ مرضاً وأتعابا ! شاب ولم تشِب همته وما زال ممتطياً صهوة تفرُّده مُجلجِلاً أحساءه بصولاتِ نواله وجوالات طِواله وعجزت عاتيات الزمن أن توقعه عن صهوةِ جهاده إلى أن حان ميعاد لقائه بالرفيق الأعلى وانتكس الفارس وهوى في رِمسه بعد أن أعدّ نفسه لسؤال كيف وماذا ولماذا وأين !

وكسبَ الفارسُ جولته وخبت الفوارسُ من جعجعته وما خبىٰ وقِع لهثِه وركضه !
فللفارسِ المهيوبِ رَوحاً وريحانا وعلى أنفاس روحه سِلماً وسـٰلاما !

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable

قصة كتبها : سيف الوايل

د.سعود بن صالح المصيبيح

يوسف الذكرالله

يوسف أحمد الحسن

يوسف أحمد الحسن

بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

لواء . محمد مرعي العمري

بقلم | هدى حسن القحطاني

يوسف أحمد الحسن

التغريدات