حياتنا في هذا الكون عبارةٌ عن أيام ،كُلّما مرَّ يوم قربت نهاية رحلتنا . ولذلك الوقت هو رأس مالنا وجوهر ما نملك على هذه الكرة الأرضية . وإذا نظرنا إلى تعاطي كثيرٍ من الناس مع مسألة الوقت لوجدنا العجب العجاب ! 

فهناك صنفٌ من الناس من جعلوا أنفسهم أسرى لأحداثٍ مضت وانتهت منذ زمنٍ بعيدٍ . فتجدهم يعيشون تفاصيلها كل يومٍ ويعيشون دور الضحية ، وكيف أنَّ هذه الأحداث ألقتْ بظلالها على حاضرهم بل وحتى على مستقبلهم . وهم على الدوام يندبون حظهم ويتذمرون من أمورٍ أصبحتْ ماضٍ بعيد . مساكين ، حقاً ، من سجنوا أنفسهم خلف قضبان الماضي ! مع أنه بإمكانهم أن يجعلوا من تلك الأحداث التي انتهت أن تكون مصدر إلهامٍ لهم ، وذلك بأن يأخذوا منها الدروس والعِبَر ، فيوسع ذلك من مداركهم ويجعلهم أكثر وعياً في التعامل مع صعوبات الحياة ، لأنهم قد اكتسبوا الخبرة وتعلموا الدرس ، وودعوا الماضي إلى غير رجعة . 

وهنالك صنفٌ آخر من الناس من أخذ منهم الخوف من المستقبل مأخذه ، فهم في قلق وتوترٍ دائمين . وغالباً ما تكون نظرتهم للحياة سلبيةٌ يملؤها التشاؤم ، وبالتالي ينعكس ذلك على حياتهم وعلى علاقاتهم . كما أنهم يتوقعون المشكلة قبل حدوثها ، مع أنَّ أغلب الأمور التي يخافون حدوثها لا تقع ، ولكنه الخوف الذي صنعوه في أذهانهم ، فأصبح يأخذ حيزاً كثيراً من تفكيرهم . ولو أنهم فكروا ، بهدوءٍ ، قليلاً لوجدوا أن كثيراً مما يخافون وقوعه في المستقبل قد لا يأتي ، وإن وقع ما يخافون منه حينها يكون لكل حادثٍ حديث .

وإذا ما نظرنا نظرة فاحصةٍ إلى كلا الفريقين ، من جعل نفسه أسير الماضي ومن نظرته سوداويةٌ للمستقبل ، لوجدنا أن القاسم المشترك بينهما أن كلاهما أضاع اللحظة الحاضرة التي بين يديه . وبالتالي أهدر وقتاً كثيراً من عمره فيما لا يعود عليه بالنفع . فبالإمكان إنجاز أمورٍ  تجعل هؤلاء ينسون آلام الماضي وذكرياته المُرَّة ، و تجعل نظرة أولئك للمستقبل أكثر إيجابيةٍ وتفاؤلاً . 

خلاصة القول لنعيش حياةً مليئة بالإنجاز وبالتالي نكون على هذه الكرة الأرضية أكثر سعادةً ، علينا أن نتبع ثلاث خطوات : 

• ننسى ما فات بعد أن نأخذ منه الدرس و العبرة

• نعيش ، بكل تفاصيلها ، اللحظة الحاضرة ونخلدها في الذاكرة .

• نخطط ونعمل ونبذل غاية جهدنا ولا نخاف أو نحمل هم بكرة .