يا تُرى كم الضريبة التي سوف أدفعها؟! طرحت على نفسي ذلك السؤال في إحدى الليالي بعد أن مررت على وحدة العناية بشرايين القلب بالمستشفى الجامعي؛ لكي أقوم بتحضير الحالة التي طلبها منّا أحد الأستشاريين، لأصعق عندما وجدت ذلك الشاب في مقتبل العمر (في الثلاثينات من عمره) وقصد أُصيب بجلطة قلبية أدت إلى إتلاف أنسجة القلب!! تبادلت معه أطراف الحديث وكنت اسأله، “كيف كانت عاداتك اليومية قبل تصير عليك هذه الأزمة الصحية؟” فرد عليَّ قائلًا: “أكل بدون تنظيم، دوام مكتبي، وما أحب أتحرك أو أروح النادي أو حتى ما أحب أمشي كرياضة، وفي كثير من الأحيان أكون معصب ومتضايق” وأضاف لي أنه “مدخن منذ 15 سنة” والمشهد الذي جعل هذه القصة لا تُنسى عندما قال “الحين جاء وقت دفع الضريبة”!!!
لماذا ننتظر حتى نجعل حياتنا تتدهور وتصبح صعبة؟ لماذا ننتظر المرض حتى نستيقظ ونهتم لأنفسنا؟ هل سألت نفسك يومًا كيف سيكون حالك وأنت في سن الخمسين أو الستين! عاداتك اليوم التي تفعلها من (كسل-خمول-تدخين-أكل بشراهة-قلة شرب السوائل-تناول الأكل الغير صحي-إلخ) حتمًا ستدفع ضريبتها عند فترة معينة من الزمن.. ذكر لنا أحد أعضاء هيئة التدريس في إحدى المحاضرات يومًا هذا النص؛ “يا أبنائي الشخص الذي يحافظ على صحته ويهتم في الرياضة ويبتعد عن كل شيء يدمر الصحة؛ ما راح يطوِّل عمره أو يزيد 10 سنوات عن عمره الحقيقي، وإنما يزيد ويحسِّن من جودة الحياة عن طريق قلة الأمراض، واللياقة البدنية الجيدة، والصفاء الذهني وغيرها”
وتشير دراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) بأن السبب الأول للوفاة على مستوى العالم هو أمراض الشرايين والجلطات بمعدل 15.2 مليون حالة وفاة خلال عام 2016 وهذا مؤشر خطير جدًا والأعداد في تزايد إذا لم نغير من نمط حياتنا، ونتعلم من الخطأ، ونبدأ عهد جديد مع الرياضة ..
ونستعرض هنا على سبيل التعداد وليس الحصر بعض بعض العوامل المؤدية إلى زيادة نسبة حدوث جلطات القلب وانسداد الشرايين القلبية والتي يمكن أن نتجنبها لتقليل نسبة حدوث هذه الأمراض الخطيرة بإذن الله تعالى ومنها (الكوليستيرول الضار المرتفع، ضغط الدم المرتفع، التدخين، السكري، السمنة، قلة الرياضة، قلة تناول المواد الغذائية الغنية بالفيتامينات والمعادن، المشروبات الكحولية وغيرها الكثير)
وهنا استعرض بعض الفوائد من الرياضة كما ذكر الدكتور وليد البكر (استشاري الطب الباطني والغدد الصماء): “تحسن اللياقة البدنية، تحسن الحالة الصحية، تخفض مستوى الكوليسترول، بناء عظام ومفاصل و أربطة قوية، الحصول على وزن مثالي، تحسن النوم، تزيد من الطاقة، تحسن المظهر العام، الاسترخاء و التخلص من الضغوط، قلة الشعور بالتعب، الشعور بالسعادة”
ألوم نفسي وغيري عندما نستخدم المصاعد الكهربائية ونحن نستطيع أن نصعد السلم (الدرج)، أو نبحث عن موقف للسيارة قريب من الباب عند المجمعات التجارية (المولات) أو المستشفيات أو المقاهي وغيرها ونحن نستطيع أن نوقف السيارة بعيدًا ونسير على الأقدام حتى نحرك أجسامنا قليلًا!
لدينا الكثير من العادات التي نستطيع أن نضعها ضمن العادات اليومية مثل (وقوف السيارة بعيدًا والسير على الأقدام، صعود السلالم، تنظيم الوجبات الغذائية اليومية، المشي اسبوعيًا ثلاث مرات لمدة 40 دقيقة، التسجيل في نادي رياضي-الخ)