حتى يشتهر ويصبح صاحب رأي مختلف وفكرة اجتماعية جديدة ومُلفتة للأنظار؛ قد يحتاج إلى عمل مقطع فيديو في تطبيق (السناب شات) يتكلم عن علاج السرطان في خمسة أيام وأن الطريقة مجربة ومضمونة بنسبة 100% وأنه يعرف عدة أشخاص قاموا بذلك وتشافوا من السرطان، ولا يجب على الناس أن يتَّبعوا نصائح الأطباء والمختصين لأنهم (ما يعرفون شيء!!) ثم يتَّبع فكرته هذه بعض (المرضى) الذين هم في أمْسِّ الحاجة والضعف ويتركون العلاج الصحيح والمتابعة الدورية، والفحص المستمر؛ على آمل أن العلاج الذي نشره صاحبنا في مواقع التواصل الاجتماعي ناجح بنسبة 200% ثم يدخل المريض الذي تناول تلك الوصفة (المُختَلقة) في مضاعفات وأعراض جديدة لينتهي به المطاف بوجود مشاكل أخرى أو حتى الوفاة!!
هل تعلم من يكون هذا الشخص!؟ إنه أحد الأشخاص الذين يُريدون أن يثيرون جدلاً اجتماعيًا، وقضية نقاش في مواقع التواصل الاجتماعي، ضاربًا بالعلوم الطبية المتعددة والأبحاث والمؤتمرات العلمية والأطباء وتجاربهم وخبراتهم العملية والعلمية عرض الحائط، والمرجع الذي يعتمد عليه هذا الشخص هو؛ (موقف حصل له شخصيًا)، أو (سالفة سمعها في مجلس)، أو اثنين كانوا عند الحلاق يسمع لحديثهما؛ فنقل هذا العلاج المكذوب! والمصادر الغير صحيحة كثيرة ومتعددة!!
لست طبيبًا، ولكن ما دفعني لأكتب عن هذا الموضوع هو الواقع المؤلم اليوم الذي نشاهده ونسمعه في الآونة الأخيرة، يذكر أحد الأطباء، أن مريضًا كان قد أصيب بجلطة دماغية، فوصف له الطبيب المشرف دواء مُسيِّل للدم حتى يمنع من حدوث الجلطة في المستقبل، ليَّعود المريض بعد عدة أسابيع من وصف العلاج وهو ينزف من الدم؛ والسبب أن أحدهم قدم له اقتراح بأن يذهب معه إلى المعالج الشعبي حتى يعالجه بـ (الكيّ) وما إن مرت أيام وقد توفي هذا المريض!!
وقبل أيام غرّد الدكتور/ خالد العتيبي (استشاري جراحة الكلى والمناظير) عبر تويتر عن أصعب حالة مرت عليه قائلاً: ” شاب في العشرينات من عمره، أب لزهرتين صغيرتين .. كان يعاني ورم كبير في احدى كليتيه .. ترجيته اعمل له عملية استئصال الورم .. اختفى ٦ أشهر بحجة علاج شعبي .. عاد لإجراء العملية، تم إجراء العملية وللأسف تم اكتشاف ان الورم زاد في حجمه، وخرج عن نطاق الكلية، توفى بعد عدة اشهر بسبب انتشار الورم.”
وآخرون يروجون بأن اللقاح الفلاني يسبب المرض الفلاني أو يؤثر على الجسد بطريقة معينة؛ ليزداد عدد المرضى في الطوارىء بسبب تصديق الأفكار الغريبة والغير مثبتة علميًا .. قبل أسابيع غرَّد معالي وزير الصحة د. توفيق الربيعة عبر حسابه الرسمي بتويتر قائلًا: “لاحظنا زيادة في نشاط الانفلونزا هذا العام بقرابة ٣٠٪ مقارنة بنفس الفترة العام الماضي. أنصح بتطعيم الانفلونزا. فهو يحمي من الإصابة بمشيئة الله بنسبة ٦٠٪. ويحمي من الإصابة الشديدة بنسبة ٨٠٪. يمكنك الحصول على التطعيم من أي مركز صحي مجانًا وبدون موعد إذا لديك أي سؤال اتصل على ٩٣٧”
المعادلة صعبة! والتكلفة هنا هي أرواح بريئة! وكل يوم والأخر نشاهد ونسمع طرق دوائية مختلفة وجديدة صنعها البعض من عند أنفسهم ولا أعرف حقًا ماهي دوافعهم إلى فعل ذلك!
لذلك يجب على كل إنسان كان (مريض أو مرافق للمريض) أن يستشير الطبيب المختص قبل الإقدام على أي شيء؛ لأن الطبيب المشرف يعرف الحالة ويعرف كيف يداويها وقد درس أبعاد العلاج في المستقبل، والخطة العلاجية وقد تكون على مراحل معينة..
كثيرًا مما ينزعج منه الأطباء هي الأفكار الغريبة والأدوية المقترحة بدون براهين علمية ولا أبحاث ولا غيرها، ليتفاجأ الطبيب الاستشاري عندما يزوره المريض في المرة التي تليها أو عندما يأتي المريض إلى الطوراىء وهو في حالة حرجة بعدما ترك العلاج الصحيح وأخذ بما يُملى عليه ليلًا ونهارًا ممن حوله!!
ومن المؤسف أن مثل هذه الأفكار الغريبة تجد رواجًا وانتشاراً في مجتمعنا رغم أننا في زمن التقدم والتطور في جميع المجالات ومن أهمها مواقع التواصل الاجتماعي (Social media) التي يتواجد بها الكثير من الأطباء المختصين والجهات الرسمية والتطوعية والذين يقدمون جهدًا رائعًا في توعية الناس ونشر المعلومات الطبيَّة الصحيحة من المصادر الصحيحة!
عزيزي القارىء، – صحتك وصحة جميع أفراد المجتمع مهمة، – وزارة الصحة السعودية خطت خطوات كبيرة في تقديم الخدمات الصحية وبالإمكان الاستفادة منها في أي زمان ومكان عبر الاتصال على رقم الوزارة (937) حيث أن الخدمات تُقدم من قبل أطباء مختصين .. – يمكنك زيارة موقع وزارة الصحة للإستفادة من الخدمات الأخرى – يمكنك تنزيل تطبيق (موعد) والاستفادة من الخدمات الموجودة فيه – يمكنك متابعة الأطباء المتخصصين الرسميين في مواقع التواصل الاجتماعي والاستفادة من طرحهم المستمر