علامة استفهام أراها في ذهنك حول عنوان هذه المقالة: (الخطة التالية) ولكن قبل أن أجيبك لنذكر حالات الطلاق المتزايدة في المجتمع السعودي لا شك أن الطلاق نهاية غير سعيدة يقوم بها الزوجان، ولكن هذه النهاية ليست سبباً، بل هي نتيجة لها مسبباتها، فلماذا تحولت هذه النتيجة الى ظاهرة وما هي مسبباتها؟ والسؤال الأهم: كيف نستطيع بناء أسرة سعيدة متفاهمة ومترابطة؟
في الواقع أن الأسرة هي مؤسسة إنسانية مقدسة تقوم على أكتاف الزوجين وتهدف إلى تدريس القيم الإسلامية وأصول الحياة وكيفية العِشرة لأفراد المجتمع ورجال المستقبل، هذه هي الأسرة التي يريدها الإسلام أن تبقى؛ لذلك يحارب كل مَن يريد تخريب هذه الأسرة حتى عدَّ الطلاق أبغض الحلال عند الله.
فمن خلال زيارتي مع فريق آثار التطوعي لجمعية أسرتي في المدينة المنورة وحضورنا دورة لتأهيل المقبلات على الزواج تبين لنا أن معظم مسببات الطلاق أمور في غاية البساطة لا تستحق هدم أسرة من أجلها، ولكن لقلة معرفة الزوجين بماهية الزواج وبطريقة التعامل فيما بينهم وبحقوقهم وواجباتهم تجاه بعضهم صعب عليهم حل مشاكلهم البسيطة التي لا تستحق أن يُطلق عليها مسمى مشكلة، ونتيجة لذلك وقع الطلاق.
وتعد نسبة الطلاق في السعودية مرتفعة مقارنة بالمعدلات العالمية، من هنا يتبين أهمية تأهيل المقبلين على الزواج للحد من هذه النسبة، فعلى سبيل المثال ما قامت به الحكومة الماليزية للحيلولة دون تفاقم نسبة الطلاق حيث بلغت نسبة الطلاق ٣٢% ؛ لذلك قررت الحكومة إلى وضع رخصة الزواج التي بموجبها يلتزم كل شخص يريد الزواج بحضور دورات تدريبية متخصصة يحصلون بعدها على رخص تسمح لهم بعقد القران.
من هذا المنطلق وجب علينا وضع (الخطة التالية ) وهي دعم المؤسسات والجمعيات التي تهدف إلى تأهيل المقبلين على الزواج مثل (جمعية أسرتي) ووضع قانون لا يسمح بعقد الزواج إلا بعد أخذ هذه الدورات، عندها سوف يقل معدل الطلاق في المملكة وسوف تكون مجتمعاتنا اعتمادا على رؤية ٢٠٣٠ مجتمعات حيوية مزهرة يعيش أفرادها وفق القيم والمبادئ الإسلامية ومنهج الوسطية والاعتدال، فصلاح المجتمع ينشأ من صلاح الأسرة وصلاح الأسرة ينشأ من صلاح الأفراد.