• 03:58:58am

أحدث الموضوعات

 ضع الكأس جانباً وارتح قليلاً 

تعليقات : 0

أصداء الخليج
محمد الملاحي

حياتنا في هذا الكون عبارةٌ عن رحلة تبدأ من أول يومٍ لنا في هذه الكرة الأرضية وتنتهي بمغادرتنا لها . وهذا أمرٌ بديهي لا ينكره أحدٌ البتة . ولكنَّ الكثير من الناس يقضي هذه الرحلة وكاهله مثقلٌ بالهموم والمخاوف ، الأمر الذي يشغله عن النظر إلى نافذة قطار حياته والاستمتاع بروعة المنظر وسعة الأفق . أعلمُ أنَّ البعض سيقول متسائلاً :  وهل هذه الحياة تخلو من الصعوبات التي تكدرنا ؟ 

فأجيب : بالتأكيد هذه الحياة لا تخلو من الصعوبات ولا من الهموم ، ألم يقل الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) . و لكنَّ هذه الحقيقة ليست محور حديثنا . ولكنَّ حديثنا يدور حول كيفية التعاطي مع هذه الحقيقة ، وكيف أنَّ الكثير منَّا يقضي معظم حياته حاملاً في ذهنه الكثير من أحداث الماضي والتي انتهت منذ زمنٍ بعيد أو مخاوف المستقبل والتي في الغالب لا تقع ، لأنَّ كثيراً منا نخاف منه لا يقع  ، فأخذتْ حيزاً كبيراً من جهده وتفكيره وطاقته . في حين أنه لو ركز تفكيره على لحظته الحاضرة ، التي بين يديه ، والتي سيستطيع من خلالها ، بعد توفيق الله عزَّ وجل ، ليس فقط تغيير حاضره فحسب بل وحتى صناعة مستقبله

وسأوضح نقطتي هذه بقصة المحاضر مع طلبته . ففي يومٍ من الأيام كان محاضرٌ يلقي محاضرةً عن التحكم بضغوط وأعباء الحياة لطلابه ، فرفع كأساً من الماء وسأل المستمعين : 

ما هو في اعتقادكم وزن هذا الكأس من الماء ؟ 

تراوحت إجابات الطلاب بين ٥٠ جرام إلى ٥٠٠ جرام

فأجاب المحاضر : أياً تكن الإجابة فالوزن يعتبر خفيفاً أليس كذلك ؟ 

أجاب جميع الحاضرين : نعم

ثم تابع حديثه قائلاً لو رفعتُ الكأس لمدة دقيقة لن يحدث شيء أليس كذلك ؟ 

أجاب الطلاب : نعم 

لكن ماذا سيحدث لو حملته لمدة ساعة ؟ 

أجاب الطلاب : ستشعر بألم بسيط

ثم سألهم قائلاً : ماذا سيحدث لو حملتُ الكأس لمدة يومٍ كامل ؟ 

فكانت الإجابة أنه سيشعر بإعياءٍ شديدٍ وقد يستدعون سيارة الإسعاف .

ثمَّ عقَّبَ المدربُ على ذلك قائلاً : الكأس له نفسُ الوزن تماماً ولكنْ كلمَّا طالتْ مدة حملي له كلما زاد وزنه وبالتالي سأشعر بالإعياء أكثر

من خلال هذه القصة نتعلم أننا لو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة ، فالأعباء سيتزايد ثقلها . ومع مرور الأيام سنصل إلى نقطةٍ تنهار فيها قوانا فلا نستطيع المواصلة

يتسائل الكثير من الناس عن كيفية الخروج من هذا المأزق ، فالحياة جُبِلتْ على الصعوبات ونحن لا نتحمل الاستمرار وهذه الصعوبات تثقل كاهلنا ؟ 

يكمن الحل بكل بساطة ومن خلال قصة المدرب مع طلابه أن نضع الكأس جانباً ونرتاح قليلاً

يجب علينا بين الحين والآخر أن نضع أعبائنا جانباً لنتمكن من استعادة قوانا ومواصلة رحلتنا بكل همة ونشاط و نسير إلى أبعد مدى ونستمتع بحياتنا ونعيشها

تكمن مشكلة كثيرٍ من الناس في أنهم أهدروا طاقاتهم في حمل همومٍ ومشاكل حدثتْ منذ زمنٍ بعيدٍ ، ولكنهم أثقلوا أرواحهم بحملها معهم إلى الحاضر ، فأفقدهم ذلك الاستمتاع باللحظة الحاضرة

ضع الكأس جانباً ، يا صديقي ، واستمتع بروعة المنظر أمامك ، وانعمْ بدفء أشعة الشمس الذهبية التي تملأ ذلك الأفق الرحب

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable

قصة كتبها : سيف الوايل

د.سعود بن صالح المصيبيح

يوسف الذكرالله

يوسف أحمد الحسن

يوسف أحمد الحسن

بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

لواء . محمد مرعي العمري

بقلم | هدى حسن القحطاني

يوسف أحمد الحسن

التغريدات