كثرت التصاريح والمؤتمرات الصحفية، ظهر لنا العديد من متحدثي ورؤساء الدول. فقد أصبح شغل العالم الشاغل هو فيروس كورونا، كم مصاب وكم متعافي وكم ضحاياه.
فظهر لنا خلال الأيام القليلة الماضية عدد من الرؤساء وأبرزهم ترامب الذي لا يكاد يمر يوم إلا وله فيه تصريح أو تغريدة إذا لم يكن هناك مؤتمراُ صحفياً كاملاً، تارة يطمئن وتارة يهوّل وتارة يتهم، تضاربت تصاريحه لأجل مصلحته ومصلحة دولته العظمى، ووضع العالم في ضبابية كبيرة عن المستقبل الحقيقي.
وكذلك خرج رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون ليقول لشعبه بكل بساطة استعدوا لفقد أحبابكم!
وأيضا تحدث المستشار العلمي للحكومة البريطانية عن مناعة القطيع، التي تقضي بأن يصاب بالمرض 60% من الشعب البريطاني. فهكذا كانت آلية التعامل الطبي البريطاني التضحية بمليون شخص ليعيش بقية الشعب!
بالإضافة إلى ما شاهدتموه من مقاطع منتشرة لبعض الشعوب التي تعاني بسبب قلة الموارد الغذائية وإهمال حكوماتهم لهم، وبعض من كان مسافرا لهم فطردوه من فنادقهم ليواجهوا مصيرهم لوحدهم.
هكذا كانت تدابيرهم وهكذا هم يرون البشر بأنهم قطيع، البقاء للأقوى و الأفضل!
ولكن ماذا فعلت حكومتنا من إجراءات وقائية واحترازية لمحاربة (كوفيد-19)؟
مباشرة علقت الدراسة وأغلقت المجمعات والمنتزهات ومنعت التجمعات إلى أن أضطر الوضع لإغلاق المساجد. نشرت الرسائل التوعوية و البرامج التثقيفية في جميع الوسائل، بالإضافة الى تصاريح الإطمئنان الدائمة من وزير الصحة توفيق الربيعة. ودعمت القطاع الخاص بمبلغ 120 مليار ريال، كل ذلك لأجل الحد من تأثير ذلك الفيروس.
ولم تكتفي الدولة بذلك ليظهر لنا بالأمس حكيم الزعماء سيدي ومولاي الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ليطمئنا ويقول بأنه سيبذل الغالي والنفيس للحفاظ على صحة الإنسان، وأننا سنواجه المصاعب بإيماننا بالله وتوكلنا عليه، وعملنا بالأسباب.
بعد أن تابعنا ردود الأفعال تلك أين من يرى في الحكومات الغربية أنهم خير من يحافظ على الإنسان ويتغنا بتطورهم وثقاقتهم ومهاراتهم في إدارة الأزمات، أين الذين شككوا بقدرات حكومتنا واتهمها بأنها اضطهدت الشعب وسلبت حقوقه!