هناك عباد اختصهم الله تعالى لقضاء حوائج الناس، حببهم إلى الخير وحبب الخير إليهم، فهم رموز وقدوات وأمثلة على الخير الكامن في مجتمعاتنا على اختلاف أقطارها ومشاربها، وفي مثل الحالة التي عليها العالم الآن من تفشي فيروس كورونا واجتياحه لكل دول العالم فإن الجميع أمام ابتلاء وأزمة صحية كبيرة تتطلب تضافر الجهود والتعاون وبذل الخير، ولعل من أوائل النماذج المجتمعية التي ظهرت في هذا السياق، جاءت من سلطنة عمان حين أعلن الشيخ سعيد بن البخيت كشوب صاحب شركة صلالة لخدمات رجال الأعمال تبرعه بمبلغ 10 آلاف ريال عماني لسداد ديون المسرحين عن العمل اللذين رُفعت عليهم قضايا بالمحاكم بمدينة صلالة. هذا الموقف الإنساني النبيل ليس بمستغرب على الشيخ سعيد كشوب ابن عمان الخير وأرض الخير وأهل الخير، ومبادرته ولا شك فتحت الباب لكل من يبذل العطاء والعمل الإنساني الرفيع من أجل مجتمعه، وتقديم ما يجود به في إطار التكافل الاجتماعي لأننا في مرحلة عصيبة وصعبة على الجميع، فهناك مع دواعي الحجر المنزلي من لا يستطيعون فعل الكثير في معاشهم من أجل القيام بواجباتهم، وهنا يظهر أمثال الشيخ كشوب وهم يسنون أحسن السنن، ويبادرون لهذا المعروف الرائع. في الأزمات والشدائد نتعلم الكثير، وحين يضيء الخيرون بهذا العطاء فإن ذلك إضافة كبيرة لحصيلتنا الخيرية التي تتجسد فيها كل معاني التكافل والتكامل وسد الثغرات الاجتماعية، لأن مجتمعاتنا ليست كلها على نسيج واحد من المقدرة على الإيفاء بمتطلبات الحياة، وبعضها لا بد أن يخرج يوميا من أجل الكد والعمل لينفق على أولاده، وحتى لا يتضاعف الوباء كان لا بد أن يبقى الجميع في منازلهم حتى تعبر الأزمة ويسلم الجميع، وخلال هذا الوقت فإن كل قادر يمكنه أن يسهم من أجل ألا يشعر الآخرون بأي قصور أو حاجة لتلبية متطلباتهم. لا نملك إلا الدعاء للشيخ كشوب الذي ابتدر هذا العمل الإنساني الذي يتماشى مع خيريته المستمرة، ونسأل الله أن يتقبل منه وهو يبدأ فعلا جميلا ومحمودا جدير بالشكر، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، ويكفيه أن بدأ وانطلقت بعده أفعال الخير التي تواكب هذه الأزمة، والله يتقبل من الجميع صالح أعمالهم، فهكذا نكون متكافلون ومتعاضدون في مجتمعات قوية ومتماسكة يبرز فيها الخيرون بكل الجمال والنبل الإنساني.