• 09:10:08pm

أحدث الموضوعات

( املأ حقيبتك بالمهم فقط ! ) 

تعليقات : 0

أصداء الخليج
محمد الملاحي 

تعلمتُ من السفر دروساً لا تحصى ، ولكن من الأمور  التي شدت انتباهي وكان لها الأثر في حياتي هو أن لا أضع في حقيبة سفري إلا ما أحتاجه فقط ، وأن أحاول التخفيف منها قدر المستطاع ، وذلك حتى لا تكون عائقاً لي وتكون حركتي أكثر سهولة

ولتوضيح ما أرمي إليه سأحكي لكم قصة رجل مر بموقف نمر به بشكلٍ  يومي ولكن السؤال : هل الجميع يحسن التصرف ؟

يقول الرجل : ذات يوم كنت متوجهاً للمطار مع سائق الأجرة ، وبينما كنا نسير في الطريق وكان سائق الأجرة ملتزما بالمسار الصحيح ، انطلقت سيارة من موقف سيارات بجانب الطريق بشكل مفاجئ أمامنا.

وبسرعة ضغط سائق الأجرة بقوة على الفرامل، وكاد أن يصدم بتلك السيارة .

الغريب في الموقف أن سائق السيارة الأخرى ، والذي يُعْتبر مخطئاً ، أدار رأسه نحونا وانطلق بالصراخ والشتائم تجاهنا .

فما كان من سائق الأجرة  الا أن كظم غيظه ولوَّح له بالإعتذار والإبتسامة ! 

يقول الرجل : استغربت من ردة فعله وسألته: لماذا تعتذر منه وهو المخطيء ؟ هذا الرجل كاد ان يتسبب لنا في حادث صدام ؟ 

هنا لقنني سائق الأجرة درساً لن أنساه ما حييتُ ! 

قال سائق الأجرة والابتسامة تملؤ وجهه : كثيرٌ من الناس يحملون معهم أينما ذهبوا في حياتهم كثيراً من السلبية ، المشاكل بأنواعها ، الإحباط، الغضب، وخيبة الأمل

وعندما تتراكم في داخلهم فإنهم بكل تأكيد يحتاجون إلى إفراغها في أي مكان قريب ، فلا تجعل من نفسك حاويةً لتلك الأمور وتملأ بها أرجاء نفسك . لا تأخذ الأمر بشكل شخصي، فقط ابتسم وتجاوز الموقف ثم امض في طريقك ! 

وجميعنا يتعرض لهذا الموقف أو مواقف مشابهة سواءاً كان ذلك في المنزل أو العمل أو الشارع . الكثير منا يقوم بتذكر تلك المواقف التي تعكر صفو المزاج ويتذكرها مراراً وتكراراً ، وبالتالي فإنَّ ذلك سينعكس سلباً على الشخص وعلى إنتاجيته و علاقاته وإنجازاته سواءاً على المستوى العملي أو الشخصي . 

حياتنا على هذا الكون عبارة عن سفر ، ونحن نحمل في داخلنا حقيبة سفرنا ، فكلما ملأنا هذه الحقيبة بما هو سلبي من ذكريات مزعجة و تجارب سلبية مررنا بها فإن ذلك سيثقل كاهلنا ويجعل حركتنا ثقيلة بل إنَّ ذلك قد يعرقل تقدمنا

و السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا نظل حاملين بعض المواقف أو التجارب السلبية في أنفسنا فترةً طويلةً من الزمن قد يصل الأمر مع بعض الأشخاص سنوات ؟ 

مالفائدة من تذكر خذلان بعض الأشخاص لنا والحزن على ذلك ؟ 

لماذا نضيع لحظاتنا الثمينة في التفكير في أمور أصبحت من الماضي ؟ 

هل سيغير حزننا على ما مضى شيئاً ؟ 

كلا ، إنَّ حزننا على اللبن المسكوب لن يُعِيد اللبن إلى الإناء

فلماذا نوغل في تضييع أيامٍ من أعمارنا بالإمكان ملؤها بما يسعدنا ، أو برسم سعادة على وجوه من حولنا ، أو بعمل إنجازاتٍ تخلد أسمائنا حتى بعد رحيلنا عن هذه الحياة

و لنفعل مثل ما فعل سائق الأجرة مع كل ما هو سلبي أو محزن يعترض طريقنا ، نبتسم ونمضي في طريقنا ، وبذلك نكون قد خففنا الكثير من الأمور الغير مهمة من أنْ نحملها معنا في حقيبة سفرنا ، ولنستمتع برحلتنا بدون وجود منغصات نحملها معنا

حان الوقت ، عزيزي القاريء ، أن نتفقد حقائب سفرنا و نفرغها من كل شيء لا نحتاجه ، ونلقي بكل ما هو سلبي في أقرب سلة نفايات ، ونستأنف رحلتنا  فأمامنا طريق طويل وأمور كثيرة لنستمتع بها

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable

يوسف أحمد الحسن

بقلم : فيصل بن مقبل المسند

قصة كتبها : سيف الوايل

د.سعود بن صالح المصيبيح

يوسف الذكرالله

يوسف أحمد الحسن

يوسف أحمد الحسن

بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

لواء . محمد مرعي العمري

التغريدات