• 03:24:48am

أحدث الموضوعات

نودع رمضان ولا نودع القيم 

تعليقات : 0

أصداء الخليج
محمد الملاحي :

نودع شهر رمضان لهذا العام و الذي مرَّكلمح البصر . سينتهي الشهر الفضيل بعد أيامٍ قلائل ،ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل يعني انقضاءالشهر الفضيل أنَّ ما تربينا عليه في مدرسته سينتهيأو سيتوقف ؟ 

قبل أنْ نجيب على هذا السؤال علينا أن نفهم أنالمغزى من هذا الشهر هو التغيير الدائم وليسالتغيير اللحظي الذي ينتهي مع آخر يومٍ من أيام هذاالشهر الفضيل . وإذا ما استوعبنا ذلك وتخلصنا منسطحيتنا في نظرتنا للأمور فإننا  ، وبلا شك ، سنسعىلأنْ نجعل من معاملاتنا وأخلاقنا مع غيرنا في غيره منسائر شهور العام وكأننا نرى شهر رمضان ماثلاً أمامنا . 

نعم ! 

نحن سنودع هذه الأيام المباركة ولكن حذارِ أن نودعمعه الروحانية والأخلاق التي عشناها طيلة أيام الشهرالفضيل كالصبر و العطاء والإحسان وكثرة الطاعةولين الجانب والدفع بالتي هي أحسن وغيرها منالأعمال التي رأيناها ماثلة في حياتنا اليومية خلال هذاالشهر الفضيل . 

ولنعلم أن الهدف هنا ليس التغيير المؤقت أو الأعمالالتي لا يتعدى أثرها جزءاً بسيطاً من العام ، ولكنالهدف الأسمى والأكبر هو تحقيق التقوى والسموبالروح مصداقاً لقوله تعالى : ( لعلكم تتقون ) . 

يعلمنا رمضان وبشكل ماثلٍ للعيان بأنه لاشيء محالمتى ما وُجِدَتْ الإرادة بعد التوكل على الله سبحانه . فإذا كنَّا نستطيع ترك الطعام والشراب والتي هيسببٌ لحياتنا برغبةٍ منَّا فمن باب أولى أنْنكون قادرينعلى تغيير أنفسنا . فكم من عمل ٍتركناه بسببٍتقاعسٍ منَّا أو فتورٍ في همتنا

ومما تعلمناه من مدرسة هذا الشهر الفضيل الرقابةالذاتية أو بعبارةٍ أخرى الإحسان ! فلماذا نمتنع عنالطعام والشراب رغم أنَّه لا يرانا أحد ؟ 

كم من مرةٍ أصابنا العطش أو الجوع الشديدين وكنابعيدين نظر الآخرين ولكنَّنَا رغم ذلك لم نأكل لقمة أونشرب شربةً من الماء البارد الذي أمام ناظرنا ! 

فإنْ كنَّا قادرين على ذلك فمالذي يمنعنا من تطبيقنفس المبدأ ، الرقابة الذاتية ، في مجالات حياتناالمختلفة ؟ 

ومن دروس رمضان الإيثار والمشاركة وما زكاة الفطرإلا خير مثال لمساهمة المجتمع أن تعم الفرحة جميعأفراده . 

وأما الصبر فهو من أوضح الدروس التي يعلمنا إياهاهذا الشهر ، فالصبر على الجوع والعطش تدريبعملي على الصبر لأجل كبح جماح رغبات الجسد . 

وممَّا يدربنا عليه هذا الشهر هو فنَّ إدارة الوقت . فالإمساك يبدأ في وقتٍ محدد والإفطار له وقتٌمحدد .وإذا افترضنا أن شخصاً أفطر قبل الأذان بثوانٍمعدودة فإن صيامه غير صحيح . أرأيت إلى قيمةالوقت واحترامه في ديننا الحنيف ؟ 

وغيرها من الدروس الكثير والتي لا تحيطها كلماتيالمعدودة أو تفكيري المحدود ولكنَّ حسبي أننيحاولت أنَّ أسطر ما وفقني الله لأنْ أشاركه معكصديقي القاريء ! 

و في الختام نقول بقلوبنا قبل ألسنتنا وداعاً  رمضان ! نقولها والدمع يجري على محيانا ، ستغادر حياتنا علىأوراق التقويم فقط ، ولكن التغيير الذي أحدثته فيناوفِي أرواحنا سيظل فينا طوال أيام العام . وستكونأخلاقنا مع أنفسنا أولاً ومع الناس ثانياً تجسد ماتعلمناه في مدرسة الصبر والتقوى . 

والله سبحانه الذي منَّ علينا وأكرمنا بهذا الشهرالفضيل هو رب كل الشهور . فلنري الله في أنفسناخيراً ! ولا نجعل الروحانية مجرد أيامٍ معدودات . 

وليكن عيد الفطر نقطة مواصلة لكل ما استطعنابتوفيق الله عمله خلال رمضان ، لا نقطة انتكاسوعودة لما كنّا عليه من قبل . 

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable

‏بقلم د.سعود بن صالح المصيبيح  

بقلم : سامي بن حمد الشامي

يوسف أحمد الحسن

بقلم : فيصل بن مقبل المسند

قصة كتبها : سيف الوايل

د.سعود بن صالح المصيبيح

يوسف الذكرالله

يوسف أحمد الحسن

يوسف أحمد الحسن

التغريدات