• 07:19:01pm

أحدث الموضوعات

( لماذا لا نتعلم منهم ؟ ) 

تعليقات : 0

أصداء الخليج
بقلم / محمد الملاحي 

غالباً ما ينظر الكبار إلى الأطفال على أنهم صغارٌ في السن ولا يحسنون التصرف ، الأمر الذي ينتج عنه في كثيرٍ من الأحيان عدم الأهتمام لما يقولونه أو حتى مجرد الاستماع لهم . وإذا نظرنا إليهم من زاوية أخرى ، لوجدنا أنَّ هنالك الكثير من السلوكيات والعادات التي يقوم بها الأطفال بتلقائية ، والتي تجعلهم أكثر سعادةً وعيشاً للحظة منَّا معشر الكبار

وإذا أمعنَّا النظر في نظرتهم للحياة والتعامل معها ، رغم صغر سنهم ، لوجدنا أنَّ هنالك الكثير من الدروس والعبر التي نتعلمها منهم ، الأمر الذي يُحَتِّمُ علينا أنْ نقف وقفةً جادةً ونتعلم منهم الكثير من الأمور التي افتقدناها مع مرور الأيام وتقادم العمر

نعم ! نتعلم نحن ، معشر الكبار ، من الأطفال نظرةً مختلفةً للحياة وتعاطي مختلف لما نواجهه من صعوبات وعيشاً أفضل للحظة

ولمَ لا فالحكمة ضالة المؤمن فأنى وجدها فهو أولى بها . وقد يقول قائل : وما هي العبر التي سنتعلمها من أطفالنا ؟

أُلخِّص بعضاً منها وعلى عُجالة فالمقام لا يتسع للتفصيل هنا . وهذه الدروس هي : 

  1. الأطفال يعيشون اللحظة بكل تفاصيلها ، ويستمتعون بوقتهم الحاضر . فهم بطبعهم لا يفكرون بالأمس ويحزنون على أحداثه ، ولا يخافون من المستقبل وما يخبئه لهم

  2. دائماً ما تعلو الإبتسامة محياهم ، ويعبرون عن سعادتهم ويضحكون ضحكاتٍ عاليةً من القلب ، الأمر الذي يجعلهم في سعادة و فرح في كثيرٍ من الأحيان

  3. دائماً ما يستمتع الأطفال بألعابهم أو وجباتهم أو مقتنياتهم مهما كانت بسيطة . يلعبون بدمية بسيطة وكأنهم ملكوا الدنيا وما فيها ، الأمر الذي يعطيهم شعوراً بالرضا

  4. يعبرون عن مشاعرهم بتلقائية ، وبساطة ، فتجدهم عند فرحهم يضحكون ، وعند حزنهم يبكون ، ويتكلمون بما يجول بخاطرهم كما هو وبلا تفكير

  5. من سمات الأطفال بياض قلوبهم وبرائتهم ، فهم لا يحملون أحقاداً ولايحسدون و ليست لديهم أحكام مسبقة عن الآخرين ، الأمر الذي يجعلهم يتعاملون مع الآخرين بدون أي تحفظ أو كراهية

  6. لديهم خيال واسع ، وغالباً ما يفكرون خارج الصندوق لأنهم عندما يفكرون لا يتبعون طريقة التفكير المعتادة أو المنطقية والتي كثيراً ما تحد من الإبداع ، ولكنهم يستخدمون خيالهم في التفكير

  7. لديهم روح المغامرة وتجربة الأمور الجديدة بدون أي خوف أو تردد

  8. عندما يقررون عمل شيء فإنهم لا يضعون في اعتبارهم ماذا سيقول الآخرون . لا يضعون في حسبانهم آراء الآخرين فيهم ، ولذلك غالباً ما نجدهم يقدمون على أمور يرغبون فيها وإنْ كانتْ في نظرنا ضرباً من الخيال أو الجنون

  9. يواجه الكبار مشكلة واحدة بشكل دائم، وهى أنهم يعملون بالإكراه وليس بإرادتهم، حيث أن الظروف والإلتزامات تفرض عليهم بعض الأمور أحياناً ، و لذلك يفعلونها دون رغبة حقيقة منهم، على عكس الأطفال الذين غالباً ما يكون لديهم طرقًا جديدة للاستمتاع تساعدهم على البقاء نشطين وسعداء لأنهم يفعلون ما يتوافق مع إرادتهم.

وغيرها الكثير من الصفات التي تجعلهم بلا شك متقنين لفنَّ عيش اللحظة والاستمتاع بها وبالتالي تكون سعادتهم وفرحهم أكثر

وإذا ما نظرنا ، من جهة أخرى ، إلى طريقة تفكير الكبار و تعاطيهم مع الحياة لوجدنا أنَّ كثيراً منهم على قيد الحياة ولكنهم لا يعيشونها ، بمعنى أنهم يشتتون متعة اللحظة إمَّا بالتفكير والحزن على أمورٍ مضتْ وانتهتْ ، أو بالخوف من المستقبل أو كما يسميه البعض ( الخوف من المجهول )

كما أنَّ القلق والتوتر قد أخذ منهم كل مأخذ وأقض مضجعهم . كما أنهم أنهكوا أنفسهم في التفكير بأمورٍ كثيرة قد تحصل وقد لا تحصل فهم يفكرون بعبور الجسر قبل أن يصلوا إليه

إضافةً إلى كل ما سبق فهم غالباً يجعلون من آراء الآخرين عائقاً يحدُّ من طموحهم ومواصلة خطواتهم نحو أحلامهم ، فتجدهم يحجمون عن القيام بأمورٍ كثيرة خوفاً مما سيقوله الناس

آن الأوان إلى أنْ نخفف من كبريائنا ونتعلم دروساً من أولئك البراعم ، والذين لا تفارق البسمة وجوههم

هيَّا بِنَا لنتعلم منهم كيف نعيش حياتنا ببساطة ونتخلص من كل التعقيدات التي أحطنا أنفسنا بها

أرجوكم أيها الآباء تعلموا من صغاركم لتسعدوا ويسعدوا معكم

ويظل السؤال الذي يطرح نفسه دوماً : لماذا لا نتعلم منهم ؟ 

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable

يوسف أحمد الحسن

بقلم : فيصل بن مقبل المسند

قصة كتبها : سيف الوايل

د.سعود بن صالح المصيبيح

يوسف الذكرالله

يوسف أحمد الحسن

يوسف أحمد الحسن

بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

لواء . محمد مرعي العمري

التغريدات