أصداء الخليج
محمد بن عبدالعزيز الشيخ حسين العدساني
تخيلت ( وطني ) الحبيب كرجل مهيب صنديد فناديته ماذا تريد أيها البطل المغوار فاهتز واقفا شامخا ذلك ( الوطن ) فإذا تجيبني حروفه و تناديني : فبادرني حرف ( الواو ) قائلا أريد منك (الود ) والمحبة قولا وفعلا وتنشرها بين أبنائي على أرضي ولمن أحبني في هذا العالم الفسيح ، وأريد منك (الولاء) وصدق الانتماء فتحافظ على ثرواتي ومرافقي و إنجازاتي داخليا وتحسن تمثيلي والتعريف بي خارجيا و(الوفاء) لي فقد وعدتني أن تكون مواطنا صالحا .. أما حرف ( الطاء)فناداني بقوله ( طمئن ) قلبك فأنت في بلد الحرمين الشريفين وأرض دعا لها إبراهيم عليه الصلاة والسلام ومشت عليها الأنبياء والعلماء والزعماء والعظماء وأهله الشرفاء كما عليك أيها المواطن والمقيم الصالح ( طاعة ) ولاة الأمر في كل معروف فبهذا أوصاك مولاك ورسوله صلى الله عليه وسلم وحثني قائلا ( طور ) نفسك فالعلم والمعرفة والتقدم هو قدرنا القادم في مملكتنا الغالية بإذن الله .. وأما حرف ( النون )فدعاني ناصحا أن ( نور )قلبك وعقلك بالقراءة في كتاب ربك فمصحف مطبعة الملك فهد يرحمه الله بين يديك الذي طبعت منه الملايين يمتاز بطبعاته الفاخرة فارتوِ من معين آياته الطاهرة وأكثر من ذكر الشهادتين فهما تزينان راية وطنك الخضراء الناصعة و (نفس ) عن كربك وهمومك بالسياحة في ربوعه الجميلة العامرة واستمتع ببحوره الزرقاء وجباله الشماء وسهوله الخضراء وأشجاره اليانعة.. وأخيرا ( ناجِ) ربك أن يرحم برحمته و يشمل برضوانه من وحد ثراه وقاد مسيرته إلى يومنا هذا من ملوك وقادة ويرفع شأنهم في الدنيا والآخرة ويدخلهم جنته الواسعة .. فلما ختم ( وطن ) حديثه قمت وقبلت رأسه وقلت له سمعا وطاعة يا وطني الحبيب ودعوت الله أن يحفظه وقادته وأهله من كل سوء ومكروه وكيد الكائدين ويبقيه عزا وفخرا للإسلام والمسلمين على مر السنين ..آمين آمين