يستيقظ صباحاً ، ثم يتناول إفطاره ، يتجه إلى عمله ، يقضي معظم الوقت في عمله ، ثم يعود إلى منزله ، يحل المساء ، يشاهد التلفاز قليلاًثم يخلد إلى النوم !
هكذا يقضي الكثير من الناس جُلَّ حياتهم فنجد أن أيامهم متشابهةً إلى حدٍ كبير ، الأمر الذي يجعلهم يعيشون في دائرةٍ مغلقة وروتين مُمِلٍيتسرب إلى حياتهم وهم لا يشعرون !
بلا شكَّ ، إنَّ العيش في هذه الحلقة المغلقة ينتج عنه الملل والسأم والفتور و قلة الحماسة ، الأمر الذي يجعل من حياتهم جحيماً لا يُطاق .
فكثيراً ممن يعيشون بهذه الطريقة الرتيبة لا يعرفون مذاق الحياة ولا يستمتعون بها ، وكأنَّ حياتهم رماديةً خاليةً من ألوان البهجة والسرور ،والمتمثلة في الاستمتاع بالحياة وعيش اللحظة بكل تفاصيلها .
إنَّ خطورة هذا الأمر تكمن في أنَّ هؤلاء يعيشون في قوقعةٍ و هم لايشعرون ، ومع مرور الزمان يصعب عليهم الخروج منها والنظر إلى الأفقالرحب أمامهم أو الاستمتاع بجمال المنظر حولهم .
والسؤال الذي يدور في الأذهان : كيف يمكننا تجنب عدم الوقوع في براثن تلك الدائرة ؟ كيف يمكننا تحطيم تلك الحدود التي نرسمها حول أنفسنا تدريجياً وبالتالي تعزلنا عن رحابة الكون من حولنا ؟
بالتأكيد إنَّ القيام ببعض الأفكار الإبداعية في جدولنا اليومي سيهم إلى حدٍ كبير في كسر الروتين و طرد الملل . وأذكر على سبيل المثال لاالحصر:
الخروج إلى العالم الخارجي وعمل أنشطة متنوعة كالقيام بنزهة أو التسوق أو غيرها من الأنشطة .
مساعدة الآخرين ومحاولة إدخال السعادة إلى قلوبهم .
إدارة الوقت بشكل فعّال من خلال الموازنة بين المهام الواجب عملها والترويح عن النفس .
تجربة أمور وهوايات جديدة كركوب الدراجة والسباحة والطبخ .
التغيير في الأمور الروتينية اليومية مثل تغيير مكان الإفطار أو تغيير موعد العشاء .
التأمل في مخلوقات الله والنظر إلى جمال الكون ودقة تصميمه فهذا من الأمور الملهمة للمرء ، كما أنه من الأمور التي تفتح له آفاقاًفي التفكير .
الابتعاد قدر المستطاع عن السلبيين فهم من أكبر أسباب الملل .
فعل شيء جديد كل يوم مهما كان بسيطاً مثل الاعتناء بالنباتات أو إعادة ترتيب بعض الأماكن في المنزل .
ممارسة الرياضة حيث أنها تمنح العقل القدرة على التفكير وتساهم بشكل فعَّال في تحسين المزاج !
تجربة طريق جديدة للذهاب والعودة من العمل .
الاحتفال بالمناسبات والإنجازات كالإحتفال بالنجاح أو ذكرى الزواج أو غيرها من المناسبات .
الاهتمام بالمظهر وتغيير طريقة اللبس من فترة إلى أخرى .
التواصل مع الأصدقاء القدامى والسؤال عنهم وعن أحوالهم .
وغيرها من الأفكار الإبداعية الكثيرة و التي بإمكانها مساعدتنا في الخروج من دائرة الروتين الممل والذي يحوِّلُ حياتنا إلى جحيمٍ لا يُطاق !
إننا سنعيش في هذا الكون مرةً واحدةً ، وفِي هذه الحياة من الأمور الجميلة ما يستحق منَّا أن نعيشه ، لأنَّ عيش اللحظة فنٌّ ، وعيش اللحظةيخلدُّها !
حياتنا كرحلةٍ على متن قطار ونحن مسافرون عليه . فمنَّا من ينظر إلى النافذة ويستمتع بروعة الطبيعة أمامه ، ومنَّا من ينشغل بأمور أخرىفتفوته تلك المناظر الجميلة !
لنبدأ من اليوم ، صديقي القارئ ، بالخروج من تلك الدائرة و تحطيم ذلك الجدار الذي بنيناه حولنا بغير شعورٍ منَّا ، معتقدين ، خطأً ، أنَّنَانعيش حياتنا كما ينبغي ، ولكنَّنَا في الواقع لسنا كذلك !
و لنقرر أن نحلق في رحاب الأفق أمامنا ، فالله سبحانه وتعالى خلق الكون وأبدع صنعه لنتأمله ونتعرف على قدرته سبحانه ، وفِي الوقت ذلكنرفه عن أنفسنا ونتعلم أشياء في هذه الحياة لم تكنْ تخطر لنا ببال .