حارس الأمن في أحد الأسواق المركزية في المنطقة الشرقية يستقبل زوار السوق بعبارات ترحيب جميلة ويفتح بابتسامته وكلماته باب الدخول، استمتعت باللقاء مع هذا الموظف الذي أطلق عليه مذيع قناة الإخبارية مسمى (ناشر الإيجابية) وهو فعلا كذلك.

هو مبارك الدوسري، لا أعرفه شخصيا ولكني أتعرف عبر وسائل الإعلام على من ينشر الطاقة الإيجابية وألتقط المواقف العملية الرائعة لأعلق عليها وأشيد بأصحابها الذين لا أعرفهم ويستحقون التقدير.

أخونا مبارك يؤدي عمله بروح تعبر عن الرضا الوظيفي تنعكس على أسلوبه في الترحيب بزوار السوق بطريقة إيجابية (نورتونا، أسعدتونا).

هذا من فضل الله، ثم دعم الرؤساء، هكذا يوضح مبارك أسلوبه الإيجابي، ويعبر عن امتنانه لرؤسائه.

التقدير المعنوي الذي حصل عليه عبارة عن شهادة تقدير من المؤسسة التي يعمل بها يستحقها، وهو يستحق أيضا حوافز مادية رغم أنه في المقابلة كان راضيا عن الراتب، لكن يجب التذكير أن رواتب فئة الحراس ضعيفة ولا تتناسب مع طبيعة عملهم ومسؤولياتهم.

إن ما سبق يدل على أهمية الجوانب المعنوية في جعل بيئة العمل بيئة إيجابية، وأهمية ترسيخ مبادئ التقدير والتشجيع والتواصل مع كافة الموظفين بصرف النظر عن مناصبهم ومسمياتهم الوظيفية.

عندما تتعامل الإدارة مع جميع العاملين في المؤسسة كفريق كل أعضائه يحظون بنفس الأهمية فهذا مؤشر على وجود إدارة ناجحة تدرك أهمية أن تكون بيئة العمل إيجابية للجميع وليس لفئة دون أخرى، وأن التقدير يتجه للأداء والإنتاجية وليس للمنصب.

الناس بحاجة إلى الإيجابية في كل مكان، وهذا لا يعني إلغاء النقد والتقييم والتقويم، النقد الموضوعي أحد الطرق التي تساهم في التطوير خاصة إذا بدأ بتسليط الضوء على جوانب القوة في الشخص والعمل على تعزيزها، أما الجوانب الأخرى التي يطلق عليها البعض (سلبيات) فيجب تسميتها (الجوانب التي تحتاج إلى تطوير)، هذه العبارة هي المدخل الإيجابي لتحقيق الاستفادة من التقييم.

كل إنسان بحاجة إلى تطوير في شؤونه المختلفة ومنها ما يتعلق بالعمل.

أخونا مبارك لا أعتقد أنه بدأ عمله بنفس الأداء المميز الذي استحق عليه التقدير، لكن توجيه الإدارة ودعمها – وهو ما أشار إليه الأخ مبارك – كان لهما تأثير في رفع الروح المعنوية وتطوير الأداء، وهذا السلوك يعزز الصورة الذهنية للمؤسسة في المجتمع.