من أهم مناهج النقد الأدبي (المنهج الفني) قبل النفسي والاجتماعي والتاريخي والمناهج الحديثة كالبنيوي والتفكيكي ونحو ذلك..
فالأقرب لروح الشعر والنثر الادبي هو المنهج الفني الذي يُشعل الأنوار لنرى مكامن الجمال والإبداع في النصوص، ويفتح لقلب القارئ وخياله أسرار التصوير والتحليق في روائع القصائد والقصص وأنواع الأدب، ويشير بأنامل وَرِعة لنقاط الضعف والنقص بود لا بحقد..
أصل كلمة (نقد) يدل على شئ محسوس مادي فهي مستعارة في النقد الأدبي من (النقود) حين كانت ذهبًا وفضة وكان (الناقد أي الصراف الآن) هوالذي يميز المعدن الأصيل من الزائف لخبرته ومعرفته ما هو الذهب الخالص وماهو المخلوط أو المغشوش، وكذلك الفضة..
وأصل الألفاظ الدالة على المعنويات مستعار من دلالتها على الماديات التي سمّاها الإنسان البدائي ثم انتقلت للدلالة على المعاني الفكرية، فالعِرض بمعنى الشرف مستعار من العرض الدال أولًا على الوجه.. وهكذا..
ويختلف النقاد في تفضليهم منهجًا دون آخر حسب الثقافة والميول والتخصص، لكن (المنهج الفني) في نقد النصوص الأدبية شعرًا كانت أم نثرًا هو الأقرب لروح الأدب الجميل والإبداع، لأن النقد الفني هو، بذاته، أدب جميل وإبداع، يمتزج مع النص الجميل ويتماهى، بخلاف المناهج الأخرى التي بعضها يشبه الدعك وربما الذبح و السلخ، فالأدب الجميل كالوردة اليانعة إذا دُعكت فسدت، ناهيك عن الذبح والسلخ فهما جناية على كائن يمور بالحياة والرِّقة، ويُحلق في الفضاء كأجمل الطيور..