تبدو الرياض المدينة المحظوظة الأولى في المملكة، لأنها كانت ومازالت محل اهتمام الحكومة الرشيدة، فبجانب كونها العاصمة، فهي المدينة الكبرى التي تعول عليها الدولة في رسم ملامح الاقتصاد السعودي في صورته الجديدة، وقد تكون شهادتي لصالح الرياض مجروحة بحكم إقامتي فيها، عندما أؤكد أنها مؤهلة لتحقيق طموحات ولاة الأمر وأكثر من ذلك. وفي ظل رؤية 2030، نالت الرياض اهتماماً كبيراً من ولاة الأمر، وفق مخططات استراتيجية استشعرت الخير الوفير في المدينة الكبرى، لتكون من أفضل 10 مدن اقتصادية في العالم، ولم يكن ليتحقق هذا الأمر لولا الجهود التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما كان أميراً للرياض على مدى سنوات طويلة، فجعل منها لؤلوة مضيئة تتوسط منطقة الشرق الأوسط. وفي حوار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الأخير، حظيت الرياض بالكثير من اهتمام سموه، بالحديث عن إمكاناتها وقدراتها في أن تكون مصدراً لنحو 50 في المئة من اقتصاد المملكة غير النفطي، وهو حديث يرتكن إلى أبحاث ودراسات معمقة أجرتها الرؤية على مدار فترة طويلة، لتصل إلى نتيجة واقعية تقول إن الرياض ستصبح مركز الاقتصاد السعودي، وأيضا الشرق الأوسط.
سموه رسم صورة جميلة للرياض، ولم يكتف بذلك، وإنما بادر بالتنفيذ الفعلي لمخططات تطوير المدينة على أسس ثابتة ومعايير دولية نموذجية، تلحق الرياض بقائمة المدن الكبرى في العالم، فقبل نحو عام، أطلق خادم الحرمين الشريفين أربعة مشروعات كبرى، ومن ضمنها مشروع «الرياض الخضراء» الذي يحول العاصمة إلى واحة خضراء، تتمتع ببيئة مناخية صحية، تشجع نحو 20 مليون نسمة على العيش الآمن والصحي فيها. وفي حوار ولي العهد، تحدث سموه عن «اقتصاد المدن» الذي ألمح إليه ضمن استراتيجية تطوير الرياض، هذا الاقتصاد معمول به في كل دول العالم الأول، وأثمر عن مدن عالمية يتحاكى به سكان المعمورة في النمو الاقتصادي والتألق الاجتماعي، منها «لندن» عاصمة المال، و»هوليوود» مدينة صناعة السينما، بجانب واشنطن وبكين وباريس ونيويورك، وعندما تؤمن رؤية 2030 بأن الرياض لا تقل أهمية ولا مكانة عن هذه المدن، فهي تعتمد على قاعدة معلومات متكاملة، تؤكد أن المدينة تستحق أكثر مما هي عليه الآن.
نمو الرياض الاجتماعي والاقتصادي بقدر ما يصب في صالح الاقتصاد السعودي، بقدر ما يصب في صالح المواطنين الذين يمكنهم الحصول على وظائف جيدة في العاصمة، خاصة بعد اكتمال مشروعات الرؤية، هذه المشروعات كثيرة ونوعية، ستخلق لنا مدينة كبرى، ترفع شعار النمو والازدهار والتطوير.
وفي اعتقادي أن اهتمام سمو ولي العهد بـ»اقتصاد المدن» لن يقتصر على الرياض فحسب، وإنما سيشمل في مرحلة لاحقة مدناً سعودية أخرى، أرى أنها مؤهلة لذلك، منها مدينة جدة والدمام وغيرهما، وعندما نحتفل بمرور 10 سنوات على انطلاق رؤية 2030، سنحتفل معها بمدينة الرياض العالمية، التي ستكون قادرة على جذب الاستثمارات من كل حدب وصوب.