• 01:54:03am

أحدث الموضوعات

العبودي وحقوق التراث

تعليقات : 0

أصداء الخليج
بداح السبيعي

قبل أشهر نظمت مجموعة مستخدمي ويكيبيديا السعودية (مسابقة ويكيبيديا السعودية) بهدف إثراء المحتوى المتعلق بالمملكة العربية السعودية في الويكيبيديا، ومن بين الأمور التي شجعتني على المشاركة وجود أعلام كبار مبدعين في وطننا قدّموا الكثير ومن أبسط ما يمكن تقديمه لهم الكتابة عنهم والتعريف بأعمالهم المميزة في موسوعة يطلع عليها الباحثون والقراء من مختلف أنحاء العالم، وقد جاء الشيخ محمد بن ناصر العبودي -حفظه الله- مباشرة على رأس المبدعين الذين تبادر إلى ذهني الكتابة عنهم؛ فأنشئت مقالة تتضمن: “قائمة مؤلفات العبودي”، وما يميز تجربة الشيخ ويبهرني بها ليس فقط غزارة الإنتاج بتجاوز عدد مؤلفاته 220 مؤلفاً، بل التنوع الرائع في محتواها وحجم الجهد المبذول فيها على مدى عقود، إضافة إلى شجاعته في تدوين التراث الشعبي في وقت كان كثيرا من مدعي الثقافة يترفعون عن ذلك ويهاجمون بعنف كل من يكتب متسلحين بحجج غريبة وواهية كحجة إفساد اللغة العربية!

أدرك العبودي بوعيه العميق وسعة أفقه أهمية تدوين التراث بمختلف ألوانه منذ مرحلة مبكرة من حياته، فاجتهد كل الاجتهاد في منحه سنوات طويله وثمينة من عمره كانت ثمرتها عشرات المعاجم والمؤلفات التي حفظت لنا كنوزاً من تراثنا ومن تاريخ وطننا الغالي. ومن اللافت أن “الوفاء” للتراث وللغة الآباء والأجداد والقيام بحقهما كان دافعاً من دوافعه لبذل كل ما بذله من جهد ووقت، كما لم يتردد في التأكيد على أنّ إهمال تدوين التراث يعد من الجحود الصريح. يقول في مقدمة كتاب (كلمات قضت): “رأيت أن ترك هذه الألفاظ والكلمات التي صحبتنا، واستعملها قومنا مئات إن لم تكن آلاف السنين… هو من الجحود والنكران لتراث الأجداد، بل إهمال لجزء مهم من تاريخنا؛ لأن الكلمات والألفاظ الشائعة ذات فائدة اجتماعية تاريخية للباحثين”. ويضيف في موضع آخر موضحاً دافعه لتدوين الألفاظ العامية: “قصدت حشد ما تيسر لي حشده فيه تسجيلاً للواقع، وقياماً بحق هذه الكلمات التي كانت على مدى قرون متطاولة أدوات لحاجاتنا، ومعبرة عن استعمال ما كنا نستعمله في حياتنا”.

وفاء العبودي بحقوق اللغة التي حفظت جانباً كبيراً من تراثنا الشعبي وتاريخنا يجعل من واجبنا الاستمرار في الكتابة عنه وتكريمه تقديراً لجهوده العظيمة، وقد صدق المهندس عبدالعزيز السحيباني حين غرّد قائلاً بعد تكريم الشيخ بجائزة شخصية العام الثقافية: “لو منح معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي جائزة شخصية العام الثقافية سنوياً لما وفته حقه”. وهذه حقيقة يتيقن منها كل من يطلع على أعمال الشيخ، فكل ما يكتب عنه أو يكرّم به يظل قليلاً إذا ما قورن بحجم وقيمة إصداراته لا سيما في ميدان التراث الشعبي.

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable

قصة كتبها : سيف الوايل

د.سعود بن صالح المصيبيح

يوسف الذكرالله

يوسف أحمد الحسن

يوسف أحمد الحسن

بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

لواء . محمد مرعي العمري

بقلم | هدى حسن القحطاني

يوسف أحمد الحسن

التغريدات