استوقفتني منظره على هاتفه دون حراك ،فأخذتني الذكرى لطفولتي وطفولة إخوتي، التي كانت تعج بالحركة واللعب والمرح والمغامرات التي لا نهايةَ لها اعشق تفاصيل تلك اللحظات ولازلنا نسردُها بفخر وسعادة غامرةً تجتاح قلوبنا عند الحديث عنها يتوق الكبار قبل الصغار لذاك الزمن الجميل .
اما حال اطفالنا اليوم مؤسف ، فتجد طفل مليءٌ بالطاقة لكنه هادئ وثابت في مكانه لا يغادر هاتفه الذي يرى به كل شيء قد يمتُعه .
حتى عند مناداته لا ينتبه لذلك النداء بسهولة ، تجده ساكن يتفاعل لوحده مع جهازه المحمول .
أصبحوا لا يحترمون كبيرهم ولا يحملون عاطفةً على صغيرهم، تعلموا الكذبَ والنفاق وايضًا قلة الحياء والصبر. ماكثين على أجهزتهم دون رقابه دون حرص من ذويهم واصبح همهم هم ايضاً بقاءهم ساكنين منعزلين عنهم لينعموا بالراحة والاستكنان على اجهزتهم .
اصبح اطفالنا يقلدون افعال لا تمت لنا بصله ، وكلمات ينطقون بها تتعجب من قولهم لها، تلك الكلمات التي ربما لا يعون معانيها .
هل ضاعت لذة طفولتهم وبراءتهم بهواتف ذكيه سلبت عقولهم؟!
هل خسروا احساسهم باللعب والمرح، ومن المسؤول عن كل هذا منا ؟!
أشعر بخيبة أمل عندما أرى اطفال يحملون اجهزه ذكيه جامدون في اماكنهم دون حراك دون لعب .
عوضا عن رؤية اطفال يتشاغبون ويلعبون نراهم في عكس هذه الصورة تمامًا.
ربما القليل جدا من حافظ على اطفاله واستفاد من هذه الهواتف والبرامج في تنمية حاضرهم ومستقبلهم، اتمنى ان نعيد حساباتنا فيما يحدث لأطفالنا وفي تربيتنا لهم ونراجع حديثنا وتصرفاتنا فهم صورة منا عند الكبر .