في زمن تشعب فيه كل شيء ، نعم كل شيء ، تعددت الطرق والأفكار والكثير منا يعتقد بأنه هو الصواب والآخرين على غير صواب ، معتقدات كثيرة .. ابتكارات لنمط حياة جميعنا ندرك نهايتها وإلى ماذا سنؤول إليه ، نتجاهل المصير المحتوم ، نحاول أن نعيش .. أن نعيش بأي طريقة المهم أن نعيش ، اختلفنا أيهما أفضل العزلة أم الاجتماع ، لم ندرك بأننا نحتاج إليهما معًا ، البعض يظن بأن السعادة في الاجتماع والآخر يظن بأن العزلة اكتئاب .. ونسينا بأننا بقينا في بطون أمهاتنا في عزلة تسعة أشهر ، وولدنا وحدنا ليس معنا أحد ،وسنموت كذلك وحدنا ليس معنا أحد ،وسنحاسب وحدنا ليس معنا أحد ،ولم نستوعب بأن السعادة ليس لها شأن سواء اخترنا العزلة أو الاجتماع ، ولو تمعّنّا في وجوه الحياة لأدركنا بأن ليس كل من اجتمع مع الناس سعيد وليس من اعتزلهم تعيس ، الحكمة تكمن في قناعاتنا كيف نعيش ونحدد نمط حياتنا المريح الذي يجعلنا نتقبل أنفسنا ونتقبل نمط حياة الآخرين بصدرٍ رحب ونتقبلهم في حياتنا بكل أريحية وبدون معاناة.

خضتُ التجربتين ، اعتزلتُ كثيرًا واجتمعتُ مع الناس كثيرًا ، وأدركتُ بأن لاهذه ولا ذاك يحكمان سعادتنا إذا أردنا ذلك.

السعادة قد تكون في أبسط الأشياء ، فالرضا بما هو موجود في محيطنا من معاملة طيبة أو حب أو شعور جميل أو مكان يشعِرُنا بالسلام الداخلي مع حسن ظننا بالله سبحانه ،كل ذلك يمدّنا بالطمأنينة والقبول والأمان.

ختامًا : استمتعوا بأوقاتكم .. فهي عمركم الذي تنتظرونه ، دمتم بود.