يقال: إن البندقية الفارغة لا تثور؛ وهذا دليل على الارتباط بين شيئين، لا بد لأحدهما من الآخر؛ فالسيارة الفارغة من البنزين لا تسير، وكذلك الطائرة بدون جناحان لا تطير.

علينا بملء الفوارغ في حياتنا بالثمين، كما تُملأ الحقيبة بالذهب. وليست العملية ملء فراغ بدون فائدة تُذكر؛ فالحقائب المملوءة بالقش تعطيها فخامة من الخارج، وهي خاوية من الداخل.

الشاب عندما يكبر يحتاج لملء فراغه بوظيفة، ثم زوجة، فأولاد.

علينا بملء الفوارغ، فالبيت الفارغ ممتلئ بالضجيج، لكن هذا الضجيج بدون فوائد، فالصدى المنبعث في الغرفة الفارغة لا يملؤها صداه، وهبوب الرياح وصرصرة الأبواب والشبابيك لا تملأ البيت الفارغ.

الملاءة الحقيقية يجب أن تكون ذات قيمة، وفي الوقت نفسه تشغل حيزًا.

فالأعزب من الشباب والشابات هم فوارغ حتى يتزوجوا، ولن يكون لأحدهما ضجيج إلا إذا كانا تحت سقف واحد، فضجيج أحدهما وهو بعيد عن الآخر لا صوت له ولا معنى.

رغم الفوارغ في حياتنا إلا أننا نلحظ الزحام في كل شيء، ولكنها الزحمة الجوفاء التي لا شية فيها.

مثلها مثل العربة الفارغة، لها ضجيج، وما إن تمتلئ ترى تلاشي ذلك الضجيج.

يقول أليس روزفلت لونجورث: “املأ ما هو فارغ، وأفرغ ما هو ممتلئ، وحك المكان الذي تشعر بأنه يستلزم الحك”.

وهنا من الممكن أن نستعمل لفظَي البطالة والإشغال، فالبطالة إناؤها فارغ؛ ولذلك نسمع له ضجيج كالعربة الفارغة، بينما الوظائف المشغولة لا تكاد تسمع لها نفسًا.. لذلك علينا ملء الفارغ، وإفراغ المملوء، وتصحيح ما يمكن تصحيحه؛ حتى نجد أنفسنا في قطار العدل، وطائرة المساواة!!