وتمدد الحزن من البحر إلى النهر .. الدكتور حسام عبد الجليل رجل(لا يُقلق منْ حوله)
تعليقات : 0
أصداء الخليج
بقلم : أ.د. هشام عباس زكريا
الدكتور حسام عبد الجليل(لا يُقلق منْ حوله)،كلمة قالها لي أخي وصديقي الدكتور محمد هاشم الشريف في اليوم الذي استقبلنا فيه الأخ الحبيب إلى النفس الدكتور حسام عبد الجليل حامد أستاذ العلاقات العامة والإعلان في كلية الإعلام بجامعة الأزهر،يوم أن استقبناه وهو يستلم عمله الجديد بقسم الاتصال والإعلام بجامعة الملك فيصل،إن القادم الجديد رجل (لا يُقلق منْ حوله)،كانت كلمة عابرة في بهو الكلية،لكنها استقرت في نفسي وظللت استحضرها وأعايشها وأشاهدها لسنوات ونحن نتجاور في المكاتب ونتشارك في التدريس والاجتماعات واللجان ونجلس على سوح الكلية الجلسات الخاصة التي تنضح بالأنس والحب والود. بالأمس جاءت الأخبار الحزينة من القاهرة التي طالما عشقها الدكتور حسام تحمل نبأ الرحيل الموجع الذي غرز في قلوبنا الآلام والمآسي وحلقت في سماء صداقتنا كل الذكريات الجميلة التي كانت تسورها أشجار الحب التي ما كانت تنتج غير ثمار ودنا واحترامنا وتقديرنا لبعضنا،رحل الدكتور حسام سريعاً دونما وداع،كان اللقاء الآخير في نهاية مايو الماضي،هو ذهب للقاهرة ،وأنا ذهبت للخرطوم،كنا نخطط ونحلم ونرسم للمستقبل لنا ولأولادنا،كان شديد التعلق بأسرته ،عميق الوفاء لهم،صديقاً لإبنه عبد الرحمن وإخوته،وضعهم بأخلاقه العالية في طرق التفوق والانجاز،قبل شهرين فقط علمت بخبر مرضه كان يتواصل معي لكنه لم يخبرن،هو كما قال أخي د.الشريف،(لايريد أن يقلق من حوله) لكنني بعد ذلك علمت بخبر مرضه وظللت في تواصل معه حتى قبل أيام قليلة من الرحيل،ظل شديد الايمان ،قانع بقدر الله،كان يرسل لنا شارات التطمين،ولا يريد أن يقلقنا،من أين جئت يا حسام؟! أي انسان أنت؟ وأي أخلاق هذه؟،معك عرفنا الانسانية على أصولها،وكذا التسامح والحب والترفع عن الصغائر،عشت بيننا كبير المقام باحترامك وحبك للجميع،نعيش بعدك في تذكر لهذه القيم ،وطوافك لنا في المكاتب وأنت تعطينا من زادك التي تعده لك أم عبد الرحمن ليستقر في أعماقنا وسط ارهاق العمل،ثلاجتك الصغيرة في مكتبك،ما كانت وعاءَ فقط لحفظ الغذاء،ولكنها كانت منبع الخير وهي تعبر عن كرمك وجودك وحبك لنا،ذهب الدكتور حسام إلى الرحيم الغفور الكريم،رحل وقافلة الأخلاق الكريمه تحفه والهدوء يكشف له الطريق إلى الجنة،هكذا عاش هادئاً متأملاً ،ذاكراَ،عابداَ،صماتاً لا يتحدث كثيراً،وإذا تحدث ما خرج منه إلا الخير. رحلة الأخ الدكتور حسام عبد الجليل حامد القصيرة في الحياة ،رحلة مرت بشواطىء الانسانية في أعمق صورها،فقد كان الأب لكل طلابه وطالباته،والأخ والصديق والزميل لكل زملائه في القسم،يسعد جداً إن طلبت منه طلب،ويعمل في صمت وهدوء،اليوم تفتقدك الساحات وتتصبب مياه النيل دمعاً في القاهرة،ويتوشح السواد حزناً في قاعات جامعة الملك فيصل،نفتقدك جميعاً،نفتقد طلتك البهية،وابتسامتك الأنيقة،واحساسك العالي بالآخرين،وتسامحك،وعطفك على الناس،ثق أنك بيننا وإن رحلت،لأنك ستبقى قيماً طالما غرستها فينا،وسيظل حسام عبد الجليل صورة في الوجدان لن يمحوها الزمن،وسنظل الأصدقاء الأوفياء لك وإن فرقنا الموت،وستظل ملهم الانسانية وإن انطوت صفحة التلاقي. أكتب هذا المقال وأتقدم بخالص العزاء للزملاء الإعزاء بقسم الاتصال والإعلام بجامعة الملك فيصل والزملاء بكلية الإعلام بجامعة الأزهر ولإسرة الدكتور حسام الصغيرة والكبيرة ،ونسأل الله له الرحمة والمغفرة وحسن العزاء ،إنا لله وإنا لله وإنا إليه راجعون.