• 12:23:24pm

أحدث الموضوعات

النملة الملهمة

تعليقات : 0

أصداء الخليج

عبد الله المديفر

عالم النمل مدرسة عظيمة لعالم البشر، والمتأمل لسلسلة الإبهار النملي في مستعمراته سيحوز الكثير من الحكم النملية الملهمة، ونبينا سليمان قد أنعم الله عليه بسماع تلك النملة المبادرة التي تملك الشعور بالمسؤولية وتؤمن بأن علاج الكارثة قبل حدوثها أسهل وأهم من علاج تبعاتها بعد الوقوع، قال تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) .
النمل محترف ومذهل في «إدارة المرور» للجموع المزدحمة دون وقوع أي حادث، وفي عام ٢٠٠٢ اكتشفت مستعمرة نملية سكانها يتجاوز ٣٠٠ مليون نملة على مساحة ٢٠٧ كيلو مترات مربعة يسير فيها السكان ضمن نظام مروري خارق، وأمضى الباحث Graham Currie السنتين الماضيتين في دراسة ظاهرة تنظيم المرور عند النمل، واكتشف أن النملة التي تنظم المرور لها طريق سريع خاص بها لا تسلكه بقية النملات، وهذا الطريق تستخدمه النملة لتوجيه بقية النملات، وهناك طريق في الوسط تسلكه النملات المحملة بالغذاء والحبوب والمواد القابلة للتخزين، أما النملات «الفارغة» فلها طريق على الجوانب «طرق سريعة» لأن حركتها تكون أسرع من النملات المحمَّلة، ويحاول علماء ألمان من معهد دريسدن للدراسات التكنولوجية الاستفادة من القدرة المرورية النملية وتحويلها لمنتج بشري مروري.

النملة مواطنة عاملة منتجة بإخلاص وتفانٍ، وتحمل ثقافة «الادخار» والتفكير بالمستقبل عكس الجندب الذي يستهلك كل طعامه ويموت في الشتاء لأنه لم يفكر بالغد، وهذا الادخار يتم بتنظيم وحس عالٍ فحبة القمح تقسم لكي لا تنبت في المخزن، وحبة الكزبرة تقسم لأربعة أقسام لأن القسمين قد ينبتان لاحقاً.
النملة مقاتلة تحمل روح «الإصرار»، والقائد البطّاش تيمور لنك كان محبطاً حزيناً بعد هزيمته، ولكنه نجح في استعادة حكم أجداده بعد أن تعلم من إصرار نملة تحاول الصعود على صخرة ملساء وقد نجحت بعد المحاولة السابعة عشرة.
النمل يعطينا درساً بليغاً في «التعاون» والتضحية عندما نراقبه، وهو يصنع جسراً من بعض النمل ليعبر كل النمل لشاطئ الأمان.
«المصداقية» قانون شرف في مملكة النمل، والنملة التي تكذب وتعطي معلومات غير صحيحة تقتل في الدستور النملي.
النمل لا يطرد النملات المصابات بالجراثيم بل يسارع إلى رعايتها وتطهيرها من هذه الجراثيم، مما يجعل النمل المصاب يساهم في زيادة «مناعة» مجتمع النمل ضد الأمراض المعدية، كما أثبت ذلك باحثون نمساويون من معهد العلوم والتقنية في مدينة كلوسترنبرغ النمساوية.
النمل أمة عظيمة من الأمم (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ)، ونبينا الكريم نهى عن قتل أربع دواب منها «النملة»، فتعلموا من النملة ولا تقتلوها.

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable

قصة كتبها : سيف الوايل

د.سعود بن صالح المصيبيح

يوسف الذكرالله

يوسف أحمد الحسن

يوسف أحمد الحسن

بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

لواء . محمد مرعي العمري

بقلم | هدى حسن القحطاني

يوسف أحمد الحسن

التغريدات