أظهرت العديد من الدراسات أن وسائل الإعلام الجديد من أكثر المنظمات الثقافية والإجتماعية تأثيراً في تشكيل الرأي العام ، وأنها قد تلعب دوراً رئيسياً في تغيير تصورات الناس عن الأفراد ذوي الهمم ، وكشف عن بنود مختلفة في التقرير النهائي لإجتماع المتخصصين العالميين في مجال الإعلام الجديد وذوي الهمم الذي عقد في موسكو عام 2002م ؛ أبرزها : توعية الجمهور بذوي الهمم بإعتبارها مشكلة حقوقية واستضافة إعلاميين عند تنظيم حملات إعلامية حول مواضيع واهتمامات ذو الهمم ، وتقوية العلاقات مع وسائل الإعلام الجديد ، بما في ذلك أولئك الذين قد يكون لديهم آراء غير مواتيه تجاه الأشخاص ذوي الهمم وذوي الإعلام الجديد وخاصة الصحفيين لكتابة وإعداد التقارير والتحقيقات الصحفية حول الموضوعات التي تمس الأشخاص ذوي الهمم والربط بين قضايا التي تخص ذوي الهمم والإهتمامات الإجتماعية والتنموية والسياسية وغيرها.
تتمتع الدول المتقدمة بعدد من الفوائد عندما يتعلق الأمر بتصوير الهمم والأفراد ذو الهمم في وسائل الإعلام الجديد وهو يستلزم لفت الإنتباه إلى تثقيف الطلاب والمعلمين لإحتضان الإندماج المتزايد للأطفال المعاقين تميزت عدد من الدول بتركيزها على البرامج التلفزيونية المتعلقة بمشاكل الهمم ، والتي كانت مدعومة من قبل شبكة الراديو الرئيسية و دعم المجالس الوطنية للأفلام المختارة الموجهه إلى ذي الهمم .
كما أشـير إلى دراسة عربية أجريت حول الإعلام الجديد وذو الهمم بالممـلكة العربيـة السعـودية ؛ بينت الدراسة في تحليـلها نظرة الإعلام الجديد لذو الهمم كما يراها الإعلام الجديد في المملكة ، أن الصورة تتسم بالإيجابية أكثر من السلبية ، حيث يرى الإعلام الجديد أنهم ليسوا من الشخصيات التي تسجل انحرافات إجتماعية ، كما هي الصـورة في بعض الأفـلام الدرامية الخارجية ، أي أنـهم شخصيـات مستقيمة إجتماعيا وسلوكيا كما تظهرهم وسـائل الإعلام الجديد بالسعودية وتأتي بعد ذلك الشخصيـة المتعـلمة ، وتظهر الشخصيـة الإيجـابية من بين أبعاد الصورة الإعلام الجديد لذو الهمم وقد يكون للقيم السائدة في مجتمع الدراسـة التأثير القـوي في تحديد الإتجاه إعلاميا نحو الأشخاص ذو الهمم حيث يتعامل الإعلام من خلال المعلومات والتوعية ، وكذلك الثقافة والتأهيل ، مع موضوع الإعاقة وتلك مهمته أن يدافع عن معظم الأشخاص الذين يهتمون بمشاكل الإعاقة عن القضاء على الإعاقة أو تثقيف المجتمع حول الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة ومن هنا يظهر دور الإعلام الجديد في توعية المجتمع حول مفهوم ذو الهمم وتصحيح الفكرة الخاطئة عنهم ويجب عليه الدعوة إلى قبولهم ومعاملتهم كأفراد عاديين وضرورة دمجهم في المجتمع وتوضيح حقوق ذو الهمم وإبراز قدراتهم في مختلف المجالات .