تاخذني وتاسرني تلك الجباه السمراء من رجالات المرور الذين امر بهم في حلي وترحالي، واينما ذهبنا في وطننا الحبيب هم رأس الحربة في التنظيم والاهتمام والحماية، صباحا مساء وفي كل الأوقات، لهذا دائما ما أجد متعة في الكتابة عنهم، وان كنت اعلم جيدا انني لن اوفيهم حقهم، لكنهم هم بأنفسهم من يؤكدون انهم يعملون لوطنهم ولشعبهم، واليوم الحديث عن امنية ان تتحقق، وتتمثل برفع الغرامات على من يركنون مركباتهم دون وجه حق في الأماكن المخصص لذوي الإعاقة.
حقيقة وللأسف هنالك ممارسات فردية منتشرة بالاستخفاف بهذه المواقف، وكل الحجج لذلك واهية ضعيفة، فلا وجود ازمة تسمح لك بالوقوف في هذه الأماكن المخصصة، ولا نزولك من مركبتك لقضاء حاجة مستعجلة تسمح لك بالوقوف، لان اللحظة التي قد تستولي فيها على هذا الموقف، تكون هي اللحظة التي يصل فيها ذو الإعاقة ولا يجد موقفهم الذي خصصه لهم النظام، وهي بالمناسبة عدد قيل مقارنة بالعدد الكلي للمواقف في مكان، وان كنا نطالب بالمزيد من هذه المواقف، لكننا بالتأكيد نطالب وبالضرورة عدم الاعتداء على المواقف المخصصة لذوي الاعاقات من باب أولى.
مرور الرياض وبمتابعة من الإدارة العامة للمرور في المملكة، لديهم دائما أبواب مفتوحة وقنوات اتصال مستمرة مع الجميع، ويتفهمون ويتعاملون بسرعة وإيجابية ومهنية مطلقة، ولديهم تحديث دائم ومرونة في اتخاذ القرار وصناعته وحتى تعديله او استبداله ان لزم الامر، وهذا من الأمور التي لمسناها في تعاملنا معهم، لان الامر في نهاية المطاف هو تحقيق المصلحة العامة والسلامة للجميع، مع مراعاة التطور والتوسع البنياني والتجاري، وازدياد العامل السكاني طبعا.
ما نحتاجه الان ونتمناه، هو الوصول الى مرحلة متطورة في التعامل مع المواقف المخصصة لمركبات ذوي الإعاقة، سواء من الذين يقودون المركبات بأنفسهم او سائقيهم او حتى يستخدمون سيارات اجرة، وبالتالي فالفكرة ان المركبة الي يستقلها ذو إعاقة تعتبر مركبة ذوي إعاقة، وما نريد الوصول اليه هو وجود تطبيقات الكترونية تساهم في هذا الاجراء، وجود إمكانية تزويد كل ذو إعاقة او سائقه او مرافقه، بالقدرة التكنولوجية على التعامل مع المواقف المخصصة لهم.
كلنا ثقة في الإدارة العامة للمرور، وخصوصا مرور الرياض، ومظلتهم الكبيرة إدارة الامن العام، وكلنا ثقة بصاحب السمو وزير الداخلية، ان احتياجات ذوي الإعاقة دائما ما تكون عندهم لها الأهمية القصوى، ورسالتي اليوم بعد الشكر والعرفان، ان ملف ذوي الإعاقة من الناحية المرورية، ليس مجرد نقاط متى ما تحققت فان الملف تم التعامل معه، بل هو ملف متجدد يحتاج دائما الى تحديث وتحسين وتطوير وأتمتة، ولابد من دخول عامل التطور التكنولوجي واستخدامات التقنيات الحديثة في هذا الملف.
حفظ الله الوطن وقيادته الحكيمة الرشيدة، ويكفينا ان ملف ذوي الإعاقة واحتياجاتهم ، هو ايقونة العمل الإنساني لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وان سيدي ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله، هو رائد التمكين والدمج، وان الوطن لكل أبنائه حقوقا وواجبات.