• 06:01:03pm

أحدث الموضوعات

جمال الزامل في حوار خاص لـ “أصداء الخليج” : تعرضت للفشل و العثرات كثيراً والفشل يصنع منك شخصاً صلباً جريئاً

تعليقات : 0

أصداء الخليج
حوار : نوره محمد بابعير :

لكل حوار نقطة بداية تملك الحكاية من أساس سردها حتى منتهاها يعرف الكثير عن التجارة أنها ميزان عدل أو إفلات يضعان الربح و الخسارة بيد أشخاصها لكن هناك حديث جميل أبرز التجارة بطريقة الحكمة في سبيل معناها ، حينما تحدث المهندس علي القحطاني عن الشخص الذي وجه له سؤالًا لم يخطر بباله أبدا ما معنى التجارة ؟ والإجابة التي صدرت منه كانت ثمينة بالفصل المعنوي والنخبوي من وحي خبرته فيها قال التجارة فلسفة ” التاء : تعني توفيق من الله والجيم : تسعة أعشار جزء أمتي في التجارة و الجسارة والألف : عامود التجارة والكلمة وما هو عامود التجارة هِي الأمانة و الأمانة مع ربك مع وطنك مع موظفينك مَع عائلتك و مع والدينك أما الراء : الرؤيِة أدرس خطتك وفهمها بتاني والهاء هبه يهبها الله من يشاء الكل يطمح في التجارة ولكن الله يهبها من يشاء “

دائمًا أحاديث التاجر مليئة بالحكايات بحكم التجارب المتعددة عليه والتعامل الواسع فيها . زادت الرغبة بمعرفة تاجر في مسار التجارة الأستاذ جمال عبدالرحمن الزامل الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي ” لشركة لزامل للصناعة والتجارة والنقل “منذ عام 1985م شخصية مميزة تشهد له نجاحاته بدأ التجارة في سن مبكرًا يمتلك المعرفة الكافية في هذا الطريق مما يجعلنا نطمح في المزيد من التساؤلات عن سيرته الذاتية وأنتجته التجارب من ثمار .

الأيام سيرة مؤجلة ..

الجوائز تعبر عن تقديرها لكل من إجتهد ، لقد نلت جائزة “درع فخر السعودية ” في عام 2020 مؤسسة الريادة العربية ، تحدث عن لحظة شعورك في تلك الحظة وهل حضرتك كل الذكريات المرتبطة بك من بداية خطوة أقدمك عليها ؟

لحظات التقدير دائمًا ما تكون مبهرة بالنسبة لي. أنا أنهمك في العمل بشكل لن تستطيع تخيله ما لم تراني وأنا أعمل. أنهمك في العمل وأنسى الهدف تمامًا. لا أقصد تجاهل الهدف، ولكن أنساه .. أنا أسعى إليه وأبذل طاقتي، فلا وقت لديّ للسؤال بشأن الهدف هل حققته أم لا.

فحينما أحصل على تكريم يكون الأمر بالنسبة لي مفاجئًا .. أنا لم أتوقع ذلك .. أنا لم أنتظر ذلك .. فتراني لحظة التكريم أشعر بمزيج ما بين السعادة الطفولية والارتباك .. السعادة لحصولي على التكريم، والارتباك لأني أسأل نفسي لحظتها: هل أستحق هذا التكريم؟

وفي الواقع التكريم بالنسبة لي ليس إلا مسئولية جديدة تُوضع على كاهلي ، فأنا الآن يجب أن أثبت لكل من رأوني في هذه اللحظة ، وأثبت لنفسي قبلهم أنني أستحق ذلك التكريم.

ينجح الإنسان بتغيراته ، هل للتجارة علاقة قوية في تغيراتك ؟

للتجارة جزء بسيط في تكوين شخصيتي، والمحطات التي تغيرت فيها هذه الشخصية كثيرة. فبعد فترة من الممارسة المستمرة، تتحول التجارة إلى روتين يؤديه عقلك بمهارة شديدة، بدون حتى أن تعي ذلك. لذلك التجارة أخذت مني وقتها في البداية فحسب، ولكن بعد ذلك تحول الأمر إلى روتين أؤديه بتلقائية وحرفية شديدة.

أما ما غيرني كثيرًا وما يفاجئني باستمرار، فهو معاشرتي للناس. كل يوم أقابل عشرات الوجوه، من جنسيات ومجتمعات عديدة. أتعامل مع طبائع عدة تختلف عن بعضها اختلاف الأرض عن السماء. أشعر أنني أمام شاشة بشرية ضخمة تضيف إليّ وتأخذ منّي الكثير.

تعلمت كثيرًا من معاشرتي للناس. وأرى أن أبلغ ما تعلمته في علاقتي بالناس هو: التفهم.

هذه الاختلافات الضخمة في الطبائع البشرية، وتعاملي اليومي معها، أعطتني خبرة بشرية لا توصف من شدة ثرائها، أساسها المتين هو: التفهم واستيعاب الاختلاف.

يختار الإنسان المواضيع الأقرب إليه، تطرقت في كتابة العديد من المقالات عن الريادة والأعمال، في أحدهما ذكرت لنا متطلبات الرئيس التنفيذي الناجح وكنت صريح جدا في ذكرها، هل جمال الزامل مر  بتلك المراحل حتى أستطاع أن يكون ناجحاً ؟

أدهش الضيف ضاحكاً … تقول عني رئيس تنفيذي ناجح .. تخيل أنني لم أرَ نفسي ناجحًا يومًا ما؟! دائمًا أشعر بالتقصير، وأشعر أن هناك المزيد كي أفعله وأقدمه. وأنه كان المفروض أن أفعل كذا وكذا حينما حدث كذا وكذا.

قد تظن ذلك تواضعًا، ولكنني حقيقة تعرضت للكثير من الفشل والعثرات المتكررة التي هزتني من الأعماق. كل هذا حتى وصلت إلى مرحلة أن صار جلدي سميكًا. فصرت أنظر إلى الفشل: ها .. فشل آخر؟ لا بأس .. لنر ماذا نتعلم منه هذه المرة.

أرأيت؟ .. وهكذا فشل تلو فشل، أعطاني كم لا ينضب من الخبرات. ما أفتخر به عن جدارة هو أنني لم أكرر فشل فشلته، أو خطأ أخطأته. بل إنني أرى أن الشخص الذي نجح من المرة الأولى ليس لديه خبرات كخبراتي. فهو يعرف النجاح من منظور واحد فقط، بينما أنا أعرفه من عشرات المناظير ووجهات النظر.

الفشل يصنع منك شخصًا صلبًا جريئًا .. لسان حالك يقول باستمرار: ما الذي يمكن أن يحدث أسوأ من الذي حصل يوم كذا وكذا، ورغم ذلك مر وانتهى؟ الفشل يجعلك قويًا .. فقط إذا أحسنت التعلم منه.

لكل شيء معنى ، ما معنى التجارة عند جمال الزامل؟ 

لو كان البزنس بمثابة الجسد، فالتجارة هي الدماء التي تجري في هذا الجسد. يجب أن تظل متحركة باستمرار ولا تتوقف. إذا توقفت يموت البزنس تمامًا.

في ظل التجربة ..

المجازفة أنك تدرك كل قواك، ما المجازفة التي جعلتك تبدأ في ممارسة التجارة وأنت في سن مبكرة؟ 

المغامرة ..

أرباح التجارة غير محدودة. وفرص التوسع فيها ليس لها سقف. وهي بالنسبة لي رحلة ممتعة في جميع الأحوال. ففي حالة المنتجات سريعة الدوران تستمتع بالمكسب. وفي حالة المنتجات الضخمة، تستمتع بمثابرتك مع المنتج حتى النصر.

وبجانب كونها ممتعة، فتسعة أعشار الرزق في التجارة .. تعرف ذلك بالطبع.

العوائق علم العباقرة ولكن لا أحد يدرك ذلك إلا متأخرًا؟ من خلال أعمالك التنفيذية ما هي أقوى العوائق التي واجهتها ومن بعد نجاحك وجدت أنها حققت لك العديد من القفزات؟ 

أنا لا أرى العوائق، كعوائق. إنما أراها فرص بحاجة إلى الظفر بها.

أكبر العوائق التي واجهتنا ورأيت أنها فرصة واعدة لتحول شامل لنشاطنا هو مرحلة انتقال الزامل من التجارة إلى الصناعة. كان تحديًا حقيقيًا. به الكثير من التفاصيل، والعقبات، والمشاكل، وووو… لو جلست أسرد لك طول اليوم كم العقبات التي واجهتنا حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، لن يكفينا اليوم بطوله.

ولكن على الرغم من هذه العوائق، كنت متقبل الأمر، وكنت على يقين من أن هذا كله سينتهي، وسنبدأ مرحلة جديدة تمامًا. ولا أعني أن المشاكل ستنتهي أو أن العوائق ستنعدم، فالعوائق لا تنتهي. ولكن أعني أن المرحلة التالية ستختلف فيها نوعية المشاكل، من عوائق تجارة فقط، إلى عوائق صناعة وتجارة وما يصاحبها من عقبات لوجستية.

بشكل عام ، وعلى الرغم من هذا الضغط، لم أشعر بالضيق أو الضجر، وإنما كان يصاحبني روح التحدي على الدوام. وهذا ما ساعدني للاستمرار على النهاية، وأنا شخص ضجر بطبعي (ههههههههه) فلو رأيت أن هذا النشاط مملاً ما أكملت الطريق حتى هذه المحطة.

الصناعة مهنة إبداعية تبرز حرفية فعلها بإصرار شخصها سبق تحدثت أن شركة الزامل تميزت في صناعتها بأنها صناعة سعودية ، حدثنا عن إصرار نجاحها؟ 

يظن العالم أن المملكة العربية السعودية دولة استهلاكية، تعيش على عوائد النفط. هذا غير صحيح بالمرة. المملكة – في هذه الأيام تحديدًا – تتحول تحولاً كبيرًا ناحية عصر جديد، وشكل جديد تُعرف به عالميًا.

ربما إصرار نجاح التجربة هو نزعة وطنية داخلية لتغيير صورة المملكة إقليميًا وعالميًا. حاول تتخيل معي منتج يُباع في الإمارات أو البحرين أو إيطاليا كُتِبَ عليه “صنع في السعودية Made in KSA” .. جملة كهذه تستحق أن يُبذل في سبيلها الكثير.

نظرتك من زاوية التجارة …

لرواد الأعمال حكمة يقاس من خلالها إستراتيجية أعمالهم. ما هي حكمة و استراتيجية جمال الزامل في مجال التجارة؟ 

تنجح العلاقات فيما لا تنجح فيه الإعلانات

في رأيي: لو أنفقت مليون ريال إعلانات على منتج مميز، قد يشتهر ويعرفه الناس. ولكن جهد علاقات عامة لمدة 3 أشهر على الأكثر، من الممكن أن يرفع نسبة المبيعات لأرقام وهمية.

الناس لا تشتري لأن إعلاناتنا جذابة .. بل تشتري لأنها وثقت بعلامتنا التجارية. وجملة (وثقت بعلامتنا التجارية) هذه جملة تطلبت جهود سنين طويلة من بناء العلاقات. سواء بشكل شخصي مع التجار والموردين، أو بشكل رسمي من خلال قسم العلاقات العامة.

على الرغم من إيماني بالتسويق كعلم أساسي في عالم التجارة، إلا أنني مازلت أعشق المدرسة الكلاسيكية القائمة على بناء وتوطيد العلاقات.

الرأي إضافة للمعرفة و للخبرة، ما رأيك اليوم في الشباب والشابات السعوديين الذين أصبحوا رواد أعمال ناجحين ، و هل تحتاج التجارة جرأة أم شغف؟ 

رواد الأعمال الناجحين لا يصح أن أدلي برأي فيهم، فقد بدأوا بالفعل، وهم على الدرب سائرون. الله يوفقهم ويبصرهم بأخطائهم حتى يتعلموا منها  كما تعلمت عندما كنت في مثل سنهم.

وإذا كان من نصيحة لهم، فهي التحلي بالصبر حتى تحقيق النجاح الحقيقي. فالتجارة لا تحتاج إلى جرأة أو شغف – فهذه مشاعر كحولية تتطاير سريعًا من النفس، وتبقى المسئولية – ولكن يحتاجون إلى الصبر.

والصبر هنا بالمعنى الإيجابي وليس بالمعنى السلبي. بمعنى أن يصبروا وهم يسعون، وليس ذلك الصبر الاضطراري الذي ليس من ورائه أمل.

النصيحة مجهر العقل حينما تأتيك مَن الشخص الناضج، ماهي نصيحتك المكتسبة من خبرتك؟ 

كُن جائعًا على الدوام.

لا تظنن في نفسك أبدًا الكمال ولا تبحث عنه. سيظل دائمًا هناك قصور في أدائك. تعامل مع نفسك على أنك تتعلم باستمرار. حينذاك لن يكون لمشاعر الغرور سبيل عليك، فستظل دائمًا جائعًا للمزيد.

اليوم مملكتنا تزدهر بالصناعة و رواد الأعمال، كيف تشوف مستقبل المملكة العربية السعودية من ناحية التجارة والصناعات السعودية وغيرها من تطورات؟ 

من ناحية التجارة لا أشعر بالقلق .. السعودي تاجر بالفطرة، وإنما تشغلني الصناعة. تحتاج المملكة إلى المزيد من الجهد لبناء ترسانة صناعية قوية، تغنيها عن الحاجة إلى استيراد أي شيء من الخارج، بل والبدء في التصدير كذلك.

أرى أن الإمكانات متوفرة، وكل ما نحتاجه هو عقول شابة مدربة، لديها من الجرأة ما يعينها على فعل المستحيل، وستتحول المملكة إلى بؤرة صناعية تجذب العلامات التجارية العملاقة في جميع المجالات.

.

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable

بقلم : يحيى بن سعيد آل داوود

م. زكي الجوهر

بقلم / مبارك بن عوض الدوسري

بقلم / شهد مسند الهاجري

بقلم/ اشتياق عبدالله

يوسف أحمد الحسن

يوسف أحمد الحسن

يوسف الذكرالله

بقلم | فهد الطائفي

التغريدات