“مأساة سقوط ريَّان…هل توقظ الضمير الإنساني أم أن المعايير مختلفة ؟؟؟ “
تعليقات : 0
أصداء الخليج
بقلم - لواء . محمد مرعي العمري
تابع الكثير ولا زال باهتمامٍ لافتٍ وبعواطف جيَّاشةٍ وغير مسبوقةٍ على مدى الأسبوعين الماضيين واقعة سقط الطفل المغربي ( ريان ) الذي أعلنت وفاته رسمياً بعد خمسة أيامٍ متواصلةٍ قضاها في قاع الذي سقط فيه ، وعلى اعتبار أن العالم بات أشبه بالقريةٍ الصغيرةٍ التي يتناقل فيها الإعلام من خلال النشرات الإخبارية في الفضائياتٍ وفي وسائل التواصل جُلَّ الأحداث التي تقع على هذا الكوكب حيث تنتشر الأخبار حولها بسرعةٍ متناهيةٍ .*
*💠 ومع ما ساد الجميع من وجلٍ على الطفل وبوارق الأملٍ بنجاته تعاطفاً مع أبويه المكلومين بسقوطه ثم بإعلان وفاته لاحقاً فقد تجلَّى ذلك التعاطف في أسمى معانيه من خلال المتابعة الدقيقة لحظةً بلحظةٍ وأخذ العالم يستشعر الموقف ويتبادل الأفكار والمقترحات للطريقة المثلى لعملية الإنقاذ حتى كأن الجميع كان متواجداً في موقع الحدث ، الاَّ أن مشيئة الله قد نفذت بالرغم من المحاولات التي بذلتها السلطات المعنيّة في المغرب والتي في اعتقادي أرى بأنها لم تكن فاعلةً بالسرعة المطلوبة نظراً لبدائية تلك المحاولات ، وقد كان بالإمكان أفضل ممّا كان .*
*💠 وأنا هنا لست بصدد التوسع في الحديث عن العوائق والمتاعب التي حالت دون إنقاذ الطفل في الوقت القياسي بالرغم من الجهود المضنية التي لم يكتب لها النجاح لكني أتساءل عن هذه اليقظة المتدفقة والهبَّة الوجدانية للضمير والحس الإنساني بعدما وحَّدت هذه الحادثة مشاعر الجميع ، وبلا شكٍ فإن حالة “ريَّان” تستحق التعاطف ، لكني كما تقدم أتساءل : أين كل هذا الإهتمام من الجرائم التي ترتكبها قوى الشرِّ والطغيان يومياً بحق الكثير من أطفال العالم كما يحدث لمسلمي الإيغور في الصين والروهينقا في بورما أو في العراق أو في سوريا أو في اليمن ؟؟ وهل استمرأ العالم حكوماتٌ وهيئاتٌ انسانيةٌ وإعلامٌ الصمت عمَّا بات يتكرر وقوعه باستمرارٍ بالرغم من أنها جرائم ممنهجة بفعل البشر الذين يخططون بل ويتفنُّنون في كيفية ارتكاب تلك الفظائع عكس واقعة سقوط ريان والتي إن كان هناك من مؤاخذٍْةٍ فيمكن أن تُعزَى الى إهمال والده بعدم تغطية البئر التي سقط فيها مع أنّ مشيئة الله نافذةٌ ولا مناصَ من ذلك لكننا أُمِرنا ببذل الأسباب ثم التوكُّل على الله .*
*💠 نعم …. إنها الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها ونحن نلحظ ما يشبه النفاق الاجتماعي وهذه الإنتقائية الوجدانية والتلوُّن في العواطف ، ولا يجدُّ العاقل بُدَّا من أن يثير فضوله واستغرابه هذا التناقض الواضح المكشوف ويتساءل متى تستيقظ الضمائر ومتى تعي بأن حياة الإنسان وصون حقوقه في العيش بكرامةٍ هو حقٌ مشروعٌ لا يخضع للأهواء ولا لتعاطي السياسة الجائرة التي تحكم بها القوى المتنفّذة شعوب العالم قهراً وظلماً .*