قام سيدي صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد بجولة إقليمية شملت مصر والأردن وتركيا في زيارات رسمية متتالية خلال اليومين الماضية وتأتي هذه الزيارة قبيل القمة المرتقبة للقادة الذي ستعقد في المملكة للرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف يوليو القادم ، مما يؤكد على تأصيل العلاقات الدولية بين المملكة العربية السعودية وباقي الدول العربية بالإضافة إلى التطور النوعي فى مختلف العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين المملكة والدول الآخرى.

أصدرت مصر بياناً صحفياً عبرت فيه عن إستقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ، والذي استمرت زيارته لمصر لمدة يومان وذلك لبحث الموضوعات المشتركة بين البلدين ، تضمنت الشؤون السياسية والاقتصادية ، كما ناقشا سبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف مجالات العمل الإعلامي لتواكب قوة العلاقات بين المملكة ومصر ، وأختتمت الجولة بتوقيع إتفاقيات بيد البلدين بقيمة تزيد عن سبعة مليارات دولار ، شملت مجالات متعددة منها الطاقة ، والموانئ وإدارتها ، الإتصالات ، والحلول اللوجيستية والمعلوماتية بالإضافة إلى قطاع الأدوية وصناعتها .

وجاءت زيارة سمو سيدي ولي العهد إلى دولة الأردن لتحمل عدد عن دلالات والرسائل ، وقد عُبر عنها بأنها زيارة تاريخية ومشرفة للأردن حيث أنها الأولى للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد بعد توليه ولاية العهد ، وقد أعرب سمو سيدي ولي العهد عن التحديات التى يواجهها العالم العربي خاصة بعد الأزمة الروسية وعبرت زيارة سموه إلى الأردن بقوة العلاقة بين المملكة والأردن في التأكيد على الدور العربي للقضايا الإقليمية والعالمية .

وقد أردف وزير الخارجية الأردني ناصر الطاني بأن زيارة سمو سيدي ولي العهد هي بهدف تعميق العلاقات بين المملكة العربية السعودية والأردن للأوضاع السياسية والاقتصادية ، وكانت أكبر نتائج زيارة الأردن هو توقيع مشروع السكك الحديدية الوطنية بالأردن ، وهناك مجموعة ملفات إجمالية وإستراتيجية فقد ناقشا الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين ، مناقشة الموضوع الإيراني ، والوقود الإيراني ، والقضية الفلسطينية الذى عبرا أنه قابل للحل والرجوع للحياة والحفاظ على مقدساتها وقيمتها الدينية .

وفى ختام جولة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تركيا فقد إلتقى ولي العهد بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعقد مجموعة من المحادثات التى تعزز العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال تطوير شراكات إنتاجية بأهداف إستثمارية في مجالي التقنيات الرقمية الحديثة والذكاء الإصطناعي ، كما تطرقت المحادثات إلى تفعيل إتفاقيات موقعة بين البلدين في مجال التعازن الدفاعي .

هذا وقد نجحت زيارة سمو ولي العهد فى جولته التاريخية فالمملكة تلعب دور إستراتيجي إقليمي ، ولها حضور سياسي مشهود بين دول العالم فهي وجهة إستراتيجية ومحورية ، وهو ما يؤكد عليه سمو سيدي ولي العهد في إجراء المحادثات على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والحيوية فى الدول التى قام سموه يحفظه الله بزيارتها ، فقد تم النقاش حول الملفات العربية ذات أهمية كبيرة على الصعيد العربي منها الملف الليبي والملف التونسي والملف الفلسطيني .

فزيارة سموي سيدي ولي العهد تم فيها التأكيد على العلاقات ، واستعراض أهم الملفات وسبل تعزيزها ، وهي زيارة تليق بأن تدرس ضمن الدراسات الإستراتيجية للمملكة العربية السعودية ، فقد عبر سمو وسيدي ولي العهد على وقوف المملكة صف أول مع الدول الإقليمية في مواجهة التحديات وتذليل الصعوبات .

بقلم : سلمان بن أحمد العيد

salmanaleed@
salman201001@hotmail.com