“بيزنس المدارس” يشتعل من جديد.. أولياء أمور: ارحمونا من نار الأسعار
تعليقات : 0
أصداء الخليج
الرياض – أصداء وطني :
-أشواق الخالدي: هل يعقل أن تكون مصاريف الأدوات المكتبية و”الشنط” 1000 ريال غير أقساط المدارس؟
– مضاوي الدوسري: الدفاتر والأقلام ارتفعت أسعارها وبعض “الشنط” بـ 300 ريال.. ومجبرون على الشراء.
– فوزية الطوالة: الجشع استحوذ على بعض التجار الذين لا يشبعون ولا يرضون حتى يستنزفوا المواطنين.
– مسؤول مكتبة: أسعار الدفاتر متفاوتة والأقلام و”البرايات” زادت.. وبعض المكتبات تبالغ في أسعار المستلزمات المدرسية.
– ميسون الدخيل: لا بد من التوضيح للأبناء الذين يطلبون الأدوات الغالية أن المدرسة للتعلم وليس الاستعراض.
– جمال بنون: استغلال موسمي وبعض المؤسسات تسعى للاستفادة السريعة فترفع أسعار الأدوات المكتبية.
مع انطلاق العام الدراسي الجديد غداً الأحد، دخلت الأسر في “ماراثون” جديد من شأنه استنزاف الجيوب، وإرهاق أولياء الأمور لاسيما أنه يأتي عقب عيد الأضحى بمصروفاته، وما يمثله من عبء مادي على الأسرة.
في جولة ميدانية لـ”سبق” لوحظ أن أسواق الأدوات المدرسية تشهد إقبالاً كبيراً، وازدحاماً كثيفاً رغم الشكوى من ارتفاع الأسعار، بيد أنهم لا يستطيعون الإحجام عن الشراء أو المقاطعة ويعتبرونها عادة موسمية، وتلبية لرغبات أبنائهم، ومتطلبات المدرسة.
نتعرف على سوق الأدوات المدرسية، وما يسمى “بيزنس المدارس” واستعدادات الأسرة للعام الدراسي الجديد، وما يمثله من عبء مادي جديد خصوصاً مع ارتفاع الأسعار، وجشع التجار.
ارحمونا
الأسر وهي على استعدادها للعام الدراسي الجديد، حيث بدأت أشواق الخالدي، أم لطفلين، حديثها قائلة: “أردت أن أحسن من مستوى دراسة أبنائي ولذا فضلت إلحاقهم بمدرسة أجنبية متوسطة الحال ولا أعلم مدى صحة أو خطأ هذا القرار، بيد أني وجدت نفسي في دوامة تبدأ بغلاء أسعار المدرسة كل عام عما قبله وتنتهي باستنزاف المكتبات والقرطاسيات، فالأسعار ترتفع بشكل كبير جداً كل سنة عن الأخرى حتى في أرخص الأماكن هناك زيادة بالأسعار”.
وتساءلت هل يعقل أن تكون مصاريف الأدوات المكتبية والشنطة المدرسية لكل طفل 1000 ريال ، هذا غير أسعار المدارس التي ترتفع سنوياً؟
أما مضاوي الدوسري، أم لـ 3 أبناء، فقالت : “رحلة البحث عن شنطة تعيش لترم دراسي كامل أمر شاق للغاية، فتجد الشنطة المتوسطة يصل سعرها إلى 300 ريال، حتى الدفاتر المدرسية زاد سعرها، فالدفتر ملون برسومات ليشد الطالب ويدفع ولي الأمر الذي لا حول له ولا قوة، وبدل ما كان بــ 10 ريالات بات بـ 20 ريالاً، والجميع مجبر على الشراء، مطالبة القرطاسيات بالنظر بعين الرحمة لولي الأمر”.
منوهة أن المدرسة الأهلية التي يدرس فيها أبناؤها أخبرتهم بزيادة قدرها 1500 ريال قبل بداية العام الدراسي عن كل طالب غير سعر الزي المدرسي والكتب والأنشطة المدرسية التي أصبح لها مبلغ خاص بها، هذا كله إضافة إلى سعر أتوبيس المدرسة الذي زاد 500 ريال عن العام الماضي.
وعن جشع التجار في موسم الدراسة، رأت قائدة فريق “وطن متحد”، ورائدة نشاط بالثانوية الرابعة بالجبيل المتطوعة فوزية الطوالة أن الطمع والجشع سلوك استحوذ على غالبية التجار فجعل الإنسان لا يشبع ولا يرضى حتى يستنزف المواطنين، وعليهم أن يتقوا الله فهناك من لا يملك قوت يومه، مطالبة بتكثيف الرقابة على الأسواق ومتابعة الأسعار باستمرار، وتطبيق العقوبات الرادعة للمخالفين لحماية المواطنين وتحقيق استقرار الأسواق بالسعودية.
وحكت أن فريق وطن متحد تواصل مع قائمة الأسر المحتاجة بالجبيل وحصر عدد الأطفال لتجهيز مستلزمات وحقيبة مدرسية شاملة للبنين والبنات، وتفاجأ الفريق بوجود أسر لديها أبناء في المرحلة الابتدائية بنات وبنين رافضين الذهاب إلى المدرسة بسبب ظروفهم المادية، وكانت فرحة الصغار لا توصف بهذه الحقائب، وقالت: الأسعار غالية، والدخل ضعيف، معربة عن أسفها من غياب الدعم الذي وقف عائقاً أمامهم في توفير النشطة المدرسية للأطفال المحتاجين.
وعن الاستعداد النفسي والعملي للموسم الدراسي، قالت الطوالة: لا بد أن يكون لدى الأسرة وعي كامل، وإدراك للمسؤولية الملقاة على عاتقهم، ودورهم في تحفيز الأبناء وشحذ هممهم بالعبارات التشجيعية، مع وضع أهداف مستقبلية لهم وتشجيعهم على تحقيقها.
مؤكدة أن الوطن يبنى بسواعد الشباب الذين يعدون نهضة للوطن، ونصحت بعدم نقل الرسائل السلبية، والانجراف خلف التعليقات الساخرة التي تخلق على المدى البعيد جيلاً متكاسلاً متواكلاً تربى على الكسل والنقد فقط.
وقامنا بجولة داخل على بعض الأسواق المحلية، والتي نفى أحد مسؤولي المكتبات ارتفاع الأسعار المبالغ فيه، وقال: أسعار الدفاتر متفاوتة فلدينا دفاتر تبدأ من 5 إلى 60 ريالاً، كل على حسب طلبه، أما الأقلام والبرايات وغيرها فزادت بنسبة طفيفة بعض الأنواع عن العام الماضي، وقال: يوجد بعض المكتبات تبالغ في أسعار الأدوات المدرسية ورغم ذلك نجد الأسرة تذهب إليها على حسب تعودها، ولم ينفِ أن بداية الدراسة يعد موسماً لأصحاب المكتبات والقرطاسيات، إلا أنه يرى أن نسبة الربح لديهم طفيفة جداً، حتى في فترة الموسم، مقارنة بأماكن أخرى.
موسم الدراسة
من جهته، أفاد الكاتب جمال بنون أن الأسواق السعودية تستفيد من المواسم بشكل عام، فنجد في موسم الحج ارتفاعاً في أسعار المواشي، وفي رمضان ترتفع أسعار المواد الغذائية، وأيضاً في موسم بداية العام الدراسي تحاول بعض المؤسسات الاستفادة السريعة فترفع أسعار الأدوات المكتبية.
وحسب رأيه فتوقع تراجع بنسبة 15:20% في الأسعار، مرجعاً السبب إلى وجود أسعار منافسة وسوق مفتوح وأي زيادة غير محسوبة ستكبد خسائر للشركات، لافتاً إلى أنه في الفترة الماضية غادرت الكثير من العمالة الوافدة وتم تسريح الكثير من الوظائف.
وحذر الأسر بأهمية التأكد من ترخيص المدرسة ولا ينجر وراء انخفاض أسعار الرسوم دون التأكد من رخصة المدرسة، مقترحاً على وزارة التعليم تصنيف المدارس بشكل معياري حتى يسهل على ولي الأمر الاختيار حسب دخله، على أن تكون المدارس الأقل رسوماً متوفر بها أيضاً المعايير الأساسية.
جوهر التعليم
أما المستشار التربوي نزار رمضان فرأى أن التهيئة النفسية للعام الجديد مقدمة على التهيئة المادية، كما أن تهيئة الأسرة مقدمة على تهيئة الفرد مع الاهتمام بجوهر التعليم بدلاً من المظهر، مطالباً الأسرة بضرورة الاهتمام بالتعليم كاهتمامها بالترفيه والزيادة من مساحة التفكير والإبداع.
وأوضح أن أهم قواعد التهيئة العامة للأبناء التلذذ بالتعليم من خلال جانب روحاني فيه معايشة لاسم الله العليم، وآخر مهاري يوضح كيف يذاكر الطالب بتقنيات حديثة مثل التعلم بالترفيه بالإيقاع بالروائح بالألوان وغيرها، كما أن هناك قاعدة المناصفة فلابد من تهيئة الطالب نفسه بنفس تهيئة الأسرة، لافتاً إلى أن أغلب الأسر تؤهل الوالدين بدون الطالب، فيمكن للطالب حسب الإمكانات المتاحة أن يختار بنفسه أدواته ويتواصل مع معلميه.
ونوه “رمضان” على أهمية الحديث الإيجابي عن الدراسة والذكريات الرائعة عنها بلا تأفف أو استياء من ضغوط المدارس والقلق من أجل الدرجات والابتعاد عن النكات المسمومة حول المعلم والمدرس والمنهج، منادياً بضرورة تربية الأطفال على التهيئة بالمسؤولية والاعتماد على النفس في حل الواجبات وتنظيم الجدول وتعليم الحرية المسؤولة لا الاتكالية المقيتة.
ولفت المستشار التربوي إلى أهمية تهيئة الطالب بالنعم تذكيراً بالتعلم والأمن وغيرنا محروم من تلك النعمة، والجلوس والتعلم والتدريس، مع تبادل التبريكات والأناشيد وكل مظهر مبهج لاستقبال الدراسة حيث يعد الاحتفال ببدء الدراسة أكثر عمقاً من الناحية التربوية عن حفل التخرج، فنحن نريد معاني قوية ببداية العام لبناء سمونا الحضاري الذي يجمع بين الإبداع والأخلاق.
الحوار الأسري
بدورنا تواصلنا مع أستاذ التربية الدكتورة ميسون الدخيل؛ لمعرفة كيفية تجهيز الأبناء، وأوضحت أن تجهيز الأطفال يكون في السنوات الأولى للدراسة، ويفترض أن تدرب الأسرة أبناءها على أن كل شيء له مقابل، مؤكدة أهمية الحوار الأسري ووضع أولويات أمام الابن ليختار الأولى فالأولى، ضاربة المثل بالشنطة المدرسية واعتبرتها ليست ضرورة سنوية إذا كان عند الطفل من العام الماضي، بحيث تناقش الطفل حول عن أن هناك أطفال لا يملكون إمكانية الإتيان بشنطة فلماذا لا تشتري لهم وتكون بذلك عملت عملاً خيراً، ونصحت بأهمية إشراك الطفل بعمل اجتماعي.
ولفتت إلى ضرورة الحديث مع الأبناء الذين يطلبون أشياء غالية الثمن حول ماذا سيزيدك إذا جئت بأدوات وشنطة جديدة وخلافه؟ والتأكيد على أن قيمة الفرد ليست بنوع شنطته أو الثوب الذي يلبسه، وماذا سوف ينقص إذا لم يأتِ بهم؟ مع ضرورة أن يطلع الابن أو الابنة على ميزانية الأسرة، ويختار ما يتناسب مع إمكانيات أسرته، بعيداً عن الاستعراض حتى يتعلم أن يقدر ذاته بدون ماديات، والتأكيد على أن قيمة الشخص ليست بما يملكه.
ونادت بضرورة استغلال العام الدراسي الجديد بزرع قيم ومعايير نبيلة داخل عقول وأذهان أبنائنا، بدلاً من شراء كل شيء لهم دون النظر لخطورة ذلك فيما بعد.