• 01:12:17am

أحدث الموضوعات

بيتنا جديد .. «الله يحييكم بدون عيالكم»!

تعليقات : 0

أصداء الخليج

                                                                            309129523460

الرياض – تحقيق – وطني

أخذت الزيارات العائلية في الآونة الأخيرة طابعاً مغايراً لما كانت عليه في السابق لدى بعض أفراد المجتمع، إذ إن الرسمية والتكلّف باتت هي السائدة في هذا الشأن، خصوصاً حينما يكون لدى الزوار أطفال صغار من الممكن أن يعبثون بأثاث ومقتنيات منزل مُضيفهم، وبالتالي فإن هؤلاء قد يحاولون التملص من استقبالهم أو جعل هذه الزيارة خارج المنزل في إحدى الاستراحات أو المطاعم أو غيرها من الأماكن التي يشعرون أن أيدي الأطفال لن تصل فيها إلى أثاثهم ومقتنياتهم الفاخرة التي ربما كلف شراءهم لها مبلغاً كبيراً من المال، وقد يتحرج هؤلاء من التصريح لضيوفهم بهذه المشاعر؛ خوفاً من أن يكون لها وقع سيء في أنفسهم، وبالتالي فإن تغيير مكان الاستقبال في هذه الحالة ربما كان في صورة تلميح لا تصريح.

عبث الأطفال

في البداية قالت “فاطمة الزامل” :”أصبح العديد من الأطفال لا يعرفون أقاربهم وذلك نتيجة عدم اصطحاب آباءهم لهم عند زيارتهم لهم أو في حال حضور مناسباتهم أو حفلاتهم”، مضيفة أن تصرف بعض الآباء بهذه الطريقة قد يكون نابع في كثير من الأحيان من كونهم تلقوا من أقاربهم تصريحاً أو تلميحاً تعليمات تقضي بعدم اصطحابهم معهم؛ وذلك لخشيتهم من عبث الأطفال بمحتويات منازلهم، خصوصاً من كان منزله ملئ بالتحف والأثاث الراقي.

وأضافت أن الأهل في هذه الحالة يكونون بين نارين فإما ترك الأطفال في المنزل مع ما قد ينتج عن ذلك من أمور سلبية، لا سيما في وجود الخادمة معهم أو أن يصطحبوا أطفالهم معهم، مشيرة إلى أنهم حينها قد يقعون تحت طائلة الحرج والارتباك والخوف من أن يرتكب أطفالهم ما لا تُحمد عقباه، لافتة إلى أن هناك من أضطر لجعل الزيارات العائلية تكون دوماً في إحدى الاستراحات أو أحد الأماكن العامة.

نظرة قاصرة

وأشارت “خلود السهلي” إلى أن إقدام البعض على تجميل منازلهم وترميمها وإعادة تأثيثها يكون عادة من أجل الضيوف والزوار الذين يأتون إليهم في منازلهم تلك، وبالتالي فإنها لا تؤيد عدم اصطحاب الأسر للأطفال لمجرد خشيتهم من تخريبهم أو عبثهم بمقتنيات منازل أقاربهم، مشددة على ضرورة أن يعي مثل هؤلاء أن العلاقات الاجتماعية وصلة الرحم أرقى من هذه النظرة الدنيوية القاصرة، مقترحة على الأسر التي تخشى على مقتنياتها من عبث أطفال أقاربها بها تخصيص غرفة مجهزة بمجموعة من الألعاب ليبقوا فيها أثناء فترة زيارتهم مع أفراد أسرتهم لهم.

وأيدتها الرأي “بشرى الدريهم”، مضيفة أن البعض أصبحوا يتهاونون في مسألة أهمية العلاقات الاجتماعية وصلة الرحم على حساب اهتمامهم بالأثاث أو المقتنيات الفاخرة في منازلهم، موضحة أن الماضي رغم بساطة المعيشة فيه كان أجمل من عصرنا الحالي الذي طغى فيه الاهتمام بالأمور الدنيوية عند البعض على حساب ما عند الله –عز وجل- من أجر للمتحابين والمتزاورين فيه ولمن يهتمون بصلة أرحامهم، مشيرة إلى أن ممارسات بعض أبناء الجيل الحالي في جوانب التفاخر والتباهي قلبت معادلة الفقر والغنى.

وأضافت أنه يجب على الجميع المبادرة إلى إلغاء مظاهر المباهاة والتفاخر وكسر القيود المفروضة على الأطفال نتيجة الخشية من عبثهم بمقتنيات وأثاث الأقارب أو الأصحاب عند زيارتهم لهم، مشيرة إلى أن أحد المُسببات الرئيسة للمباهاة والتفاخر هو وجود وانتشار بعض التطبيقات الحديثة على الجوالات والأجهزة اللوحية، ومن ذلك برنامج “إنستقرام”، مبينة أن البعض ينشرون عبره مشاعر الترف والتباهي والمظاهر الخادعة عبر ما يرفعونه من صور، مؤكدة على أن انشغال الناس بحياتهم الخاصة وقلة الزيارات وطابعها الرسمي المُبالغ فيه أحياناً أدت إلى التباعد والتفكك الاجتماعي.

عدم التكلُّف

ولفتت “منيرة العنزي” إلى أن البعض قد يتذمر أو يتثاقل زيارة أقاربه أو معارفه له في جوانب الاستعداد وترتيب المنزل وتقديم الضيافة المطلوبة، وبالتالي فإنهم قد يقترحون على من يزورهم جعل الزيارة خارج المنزل في إحدى الاستراحات أو في أحد الأماكن الترفيهية، خصوصاً حينما يكون لدى من يزورهم عدد من الأطفال، مشيرة إلى أنهم قد يخشون حينها من عبثهم بأثاث ومقتنيات المنزل، موضحة أنهم في هذه الحالة قد لا يشيرون إلى ذلك صراحة، بل إنهم حينها يزعمون أن ذلك بداعي الميل إلى البساطة وعدم التكلُّف ومنح الأطفال مساحة أكبر من الحرية للاستمتاع باللعب والمرح.

وشاركتها الرأي “أم محمد”، مضيفة أنها تلجأ أحياناً إلى التلميح في حال زيارة بعض أقاربها أو معارفها لها، موضحة أن ذلك يعود لخشيتها من أن يعبث الأطفال بأثاث منزلها الذي كلَّفها شراءه مبلغاً كبيراً من المال، مشيرة إلى أنها تفضل في كثير من الأحيان أن تجعل مناسباتها في إحدى الاستراحات التي يستأجرها زوجها لهذا الغرض، لافتة إلى أنها لا تمانع من زيارة أقاربها أو معارفها في منزلها متى ما كان زمن الزيارة قصيراً لا يتجاوز الساعة الواحدة على أقل تقدير.

راحة الضيوف

وأكدت “عبير محمد” أنها تعمل على إعادة تأثيث منزلها كلما شعرت أنه أصابه التلف أو مضى عليه زمن طويل، مرجعة ذلك إلى كثرة زيارات أقاربها لها، مشيرة إلى أن زياراتهم لها شجعتها على تغييره بين فترة وأخرى، مبينة أن ذلك هو نتيجة لحرصها على أن يشاهدوا لديها بين فترة وأخرى شيئاً مختلفاً ومتميزاً، لافتة إلى أنها ضد جعل هذه الزيارات خارج المنزل؛ وذلك إيماناً منها أن الأقارب والأصحاب أغلى لديها من أثاث ومقتنيات ستتلف بمرور الأيام.

وأيدتها الرأي “أم عبدالله”، مشيرة إلى أن جمال المنزل وتأثيثه بشكل مميز سينعكس بشكل إيجابي على الأسرة ذاتها وعلى الضيوف، موضحة أن جمال المنزل يأتي مع راحة الضيوف وإكرامهم، مضيفة أن على من يخشى على أثاث ومقتنيات منزله من عبث الأطفال أن يُخصص مجالس إضافية للضيوف الذين يترددون عليه بين حين وآخر، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه إراحة الضيوف من جهة، وتأمين الأثاث والمقتنيات من جهة أخرى، وبالتالي يحتفظ المنزل بجماله بعيداً عن المكان الذي يرتاده الأطفال، في الوقت الذي يتم فيه الحفاظ على أواصر المحبة والألفة وصلة الرحم.

تخفيف الزيارات

ورأت “سهى عبدالعزيز” أنه من الأفضل والأجدى نفعاً تخفيف الزيارات، خصوصاً إلى تلك الأسر التي يكون الهدف من زيارتها التهنئة بالمنزل الجديد، وأن تكون الزيارة مقتصرة على الآباء دون اصطحاب الأطفال، وقالت :”كنا ذات مرة في زيارة إلى أحد الأقارب، وكان منزلهم مليئاً بالتحف الفاخرة والزجاجيات الثمينة”، مضيفة أن الزيارة استغرقت وقتاً أطول من المعتاد وكان الأطفال أثناء ذلك يلهون، مشيرة إلى أن أحدهم كسر إحدى التحف أثناء لهوه بها بشكل غير مقصود، لافتة إلى أنها تيقنت بعد ذلك أن من الأجدى اقتصار الزيارة على الآباء دون اصطحاب أطفالهم معهم أو أن يتم اختصار وقت الزيارة.

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    بقلم : يحيى بن سعيد آل داوود

    م. زكي الجوهر

    بقلم / مبارك بن عوض الدوسري

    بقلم / شهد مسند الهاجري

    بقلم/ اشتياق عبدالله

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف الذكرالله

    بقلم | فهد الطائفي

    التغريدات