على الرصيف الآخر للإلغاء والتصنيف والشطب، يبدو أن بيض تويتر يفقس يوميا مئات البيضات الجديدة التي تحافظ على هذه (الوتيرة) من اتهام الآخرين بما ليس فيهم والجرأة على حضورهم الوطني وحقوقهم الاجتماعية، وكأنه لا حق إلا حق هذه البيضات، قديمها وجديدها.
لقد ناقشنا في الأسبوع الماضي في برنامج الخط الأبيض بقناة الثقافية موضوع الوسطية في مجتمع المملكة وما حصل من اعتداء عليها خلال الثلاثين سنة الماضية كما ذكرت في تلك الحلقة، الأمر الذي أثر في عقول بعض الشباب وغسل أدمغتهم إلى درجة أن الولد المراهق أو الشاب أصبح يركب رأسه ولا يستأذن والديه حين يهم، تحت وطأة الإغراء والتأليب، بالسفر إلى واحدة من أراضي الفوضى التي تعم البلدان العربية الآن.
ولأن هذا الكلام لم يعجب البعض فقد احتشد (البيض) مستدعيا لقاءات سابقة لي في بعض البرامج ليثبت للناس كم أنا خارج عن المشهد العام للمسلمين الذين ينصر بعضهم بعضا. ولم أستغرب ذلك طبعا لأن ديدن البيض، ظاهره وخفيه، هو التدليس والتلبيس لكي لا يخسر مزيدا من الأرض التي تهتز الآن تحت قدميه، بعد أن وعى الناس ما يحاك لأبنائهم من (غرابيل) جهاد الفوضى، الذي يجوز، بالمناسبة، على ناس ويحرم على ناس حسب الهوى أو حسب (غلاهم) عند آبائهم وأمهاتهم.
وكما قلت لأحد أصدقائي حين نقل إلى (شتيمة) كبرى من أحدهم بعد أن شاهد مشاركتي في برنامج اتجاهات نادين البدير، بأن (الشاتم) يحمل وزر شتيمته وحماقته، إذ إن مثل هذه الشتائم التي يظنونها مرعبة لا تساوي عندي شيئا ولا أرد عليها باعتبار أنني أملك بمنة من الله ما هو أفضل منها. أملك الحجة والدليل والاستعداد للنقاش والاقتناع متى ما كان محاوري عاقلا ومتحينا لمعرفة الحقيقة وليس متربصا بي ليجهز على حجتي أو يرسلني، كما يشاء، إلى مغبة الفساد والإفساد.
ولذلك فإن كل هذه الوجوه المتحفزة وكل هذا (البيض التويتري) المتعسف لن يفت في عضد الحق شروى نقير، ولن يحرمني من الدفاع عن وطني ومواطنيه، الذين تعرضوا فيما مضى لهجمات شرسة على طيبتهم وتسامحهم وسلامتهم الاجتماعية.