عبدالله المغلوث
حلم كل أب بريطاني أن يدخل ابنه إلى مدرسة إيتون، فهذه المدرسة هي باب المستقبل المشرق لأي فتى، تخرج فيها نحو 19 رئيس وزراء بريطاني حتى اليوم وآخرهم الرئيس الحالي ديفيد كاميرون، فضلاً عن أهم السياسيين في المملكة المتحدة، وعدد كبير من الباحثين والعلماء، الذين حصلوا على جوائز نوبل في فروعها المختلفة.
إيتون، مدرسة داخلية عامة تقع في منطقة إيتون، بالقرب من وندسور في إنجلترا. يدرس فيها نحو 1300 طالب تراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً.
هي إحدى المدارس الأربع فقط المخصّصة للأولاد وغير المختلطة في إنجلترا، والثلاث المتبقية هي: وينشستر، وهارو، ورادلي.
يبلغ عدد أعضاء هيئة تدريسها نحو 160 معلماً من حملة الماجستير والدرجات العليا. ويتابع معظم خريجي إيتون دراستهم الجامعية في كامبريدج أو أكسفورد إثر مستواهم العلمي والثقافي المتميز مقارنة بغيرهم. تعتمد المدرسة على برنامج تعليمي مكثف في الرياضيات والأدب والفنون والفلسفة واللغة. يخضع الطلاب إلى اختبارات قدرات مبكرة تساعد معلميهم على التركيز على نقاط القوة والضعف وتطويرها بشكل مكثف؛ كل على حدة. فلكل طالب برنامج يختلف تماماً عن رفيقه؛ نظراً لتباين القدرات بينهما. لكن أغلبهم يتخرجون وكل منهم يتمتع بنقاط قوة تساعده على التألق على نحو استثنائي وملموس. يتمتع الطالب في إيتون بامتيازات خاصة. يلتقي بعالِمه المفضل أو السياسي الذي يتابعه بشغف في لقاء شخصي توفره إدارة المدرسة. استضافت المدرسة على مدى العقود الماضية “أُسِّست عام 1440م” آلاف الزعماء والقادة والعلماء في أنحاء العالم دون ضجيج. التقى الطلاب شخصياتهم المفضلة دون حواجز.
يدرس في الفصل الواحد نحو عشرة طلاب. لا يوجد وقت محدّد للحصة أو المحاضرة. المعلم والطلاب يقررون ذلك معاً كل شهر بعد أن يتحاوروا حول الجدول والموضوعات المطروحة.
يقوم كل طالب في كل أسبوع بإلقاء محاضرة عن موضوع مختلف. يحضر المحاضرة أعضاء برلمان أو باحثون متخصّصون أو مثقفون للقيام بنقد المحاضرة، لتطوير الأدوات العلمية للطالب.
يرى رئيس الوزراء كاميرون أن أسلوب مدرسة إيتون يجب أن ينتشر في بريطانيا؛ ليتمكن أكبر عدد من البريطانيين والبريطانيات من الحصول على فرص تعليمية جديرة. تقوم حاليا إيتون برعاية مدرسة لندن للتميُّز منذ نهاية 2012 ولديها خطة لدعم ومساندة ست مدارس أخرى خلال عشر سنوات. على مسؤولي التعليم العرب أن يدركوا أن التعليم العام هو حجر الزاوية في بناء الإنسان، ففصل يدرس فيه 40 طالباً لا يقارن بفصل يدرس فيه عشرة.
إن واقعنا يتطلب وجود مدارس على طراز إيتون، تهتم بالعقل والوعي والمستقبل، مدارس تجعلنا نرتفع ونحلق بعد أن طال بنا السكون والمكوث في الأسفل.